للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٩٧]

عبد الرَّحمن بن أبي الحسن بن عليٍّ بن عيسى بن أحمد بن يعرب البوازيجيُّ:

رأيته بإربل سنة ثلاثين وستمائة، شابًا طويلًا أشقر، ذا هوج وطيش، كثير الدعاوى في فن النظم والنثر، مفتخرًا بنفسه:

أنشدني له يمدح الصاحب الوزير شرف الدين أبا البركات المستوفي –رحمه الله تعالى-

باكر اللَّهو يا أخا اللَّذات ... واغتنم غفلة الزَّمان المواتي

قم بنا نصرف الهموم بصرف من عصير الرُّهبان والرَّاهبات

قبل أن يفطن الزَّمان ومن قبـ ... ـل وقوع المشيب بالشَّعرات

خذ من اللَّهو ما استطعت ومن أيـ ... يام شرخ الشباب قبل الفوات

لا تؤخِّر يوم السُّرور ففي مقـ ... ـدار لحظ تنبُّه الحادثات

فإلى كم أرى توانيك في الشُّر ... ب مع الشَّرب يا أخا التُّرًّهات

إن تكن تبت يا نديمي واقلعـ ... ـت عن الخمر بعد هاك وهات

فانفض التَّوبة التي تبت واطلب ... حانة الخمر بالفتى والفتاة

واصطبح كالعقيق لونًا وكالعنـ ... ـبر نشرًا يفوح بين السُّقاة

قهوًة تجلب السُّرور وتنفي ... الهمَّ قسرًا وتطرد الكربات

مرَّة تستطاب طعمًا ومن عجب ... شيء مرٌّ من الطيِّبات

بزلوها واللَّيل داج فلاحت ... من بعيد كالنجم في الظُّلمات

طاف يسعى بها علينا من التُّر ... ك غرير مورَّد الوجنات

حاز كلَّ الصِّفات حسنًا كما حا ... ز المعالي طرَّاً أبو البركات

قد هززناه للنَّدى فانثنى غصـ ... ـنًا رطيبًا عذب الجنى للجناة

وقصدنا جنابه فوجدنا ... هـ غزير العطا كثير الهبات

جلَّ في الجود عن شبيهٍ فقد أصـ ... بح فردًا في الجود والمكرمات

<<  <  ج: ص:  >  >>