كم من أناسٍ للولاية شرَّفوا ... وأرى الولاية شرِّفت بإياس
القرم فخر الدِّين خير بني الدُّنى ... اللَّابس العلياء خير لباس
قطب العلا ربُّ التُّقى حلف النُّهى ... حتف العدا خدن النَّدى والباس
سارت بسعدٍ فلكه ونجومه ... تسري بعزٍّ ثابت الآساس
وأنشدني لنفسه: [من مجزوء الكامل]
عنَّ ادّكاركم فعنىً ... يا مدمن الإعراض عنّا
كم ذا الجفا منكم لنا ... ولكم حميم الودِّ منَّا
إن كان ذا حكم الهوى ... فلقد قضاه الله عنَّا
عزَّ العزاء على شج ... بهواك هان وما تهنّا
أنضاه صدُّك صبره ... وفؤاده والجسم أضنى
فامنن عليه بالرِّضا ... نلت المنى وامنحه أمنا
واحنن وحنَّ فحينه ... قد حان إلَّا أن تحنَّا
وأنشدني لنفسه: [من مجزوء الكامل]
يا أيُّها الرَّشا الَّذي ... امسى الأسى فيه سميري
أسرفت في جورٍ علـ ... ـيَّ ولم تكن لي بالمجير
أتظنّ أنَّي في الهوى ... -أفديك- خوَّانُّ الضَّمير.
قسمًا بنرجس مقلتيـ ... ـك وخال أقناك العبيري
وبنفسجٍ في عارضيـ ... ـك وورد خدَّيك النَّضير
والأقحوانة في الشَّقيـ ... ـق بفيك والرِّيق النَّمير
ما لي نظيرٌ في الوفا ... ء ولا لحسنك من نظير
وانشدني لنفسه: [من الطويل]
وأسمر كالخطِّيِّ همت به وجدًا ... ضنا خصره جسمي وأخفى به عدَّا
إذا اهتزَّ عطفاه وماد قوامه ... حسبت قضيب البان من قدِّه قدَّا
تخال إذا ما ماس من ثقل ردفه ... بساقيه قيدًا جاء في ثقله إدَّا
له نبل لحظٍ في قسيِّ حواجبٍ ... على غرَّةٍ منه برت مقلتي عمدا