للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجيدٌ غزاليٌّ وصدغٌ معقربٌ ... نكايته في القلب جاوزت الحدَّا

ولام عذارٍ مستديرٍ منمنمٍ ... بذائب مسكٍ من ذوائبه مدَّا

وشاربه الآسيُّ نقشة خاتمٍ ... كحقِّ عقيقٍ ضمَّ من لؤلؤٍ عقدا

وريقته شهدٌ يشاب بقرقفٍ ... ووجنته الدّكناء مسكٌ علا وردا

أكاتمه حبِّيه خوف نفاره ... لعلّي بالكتمان أن أبلغ القصدا

رشًا إسمه هو خلقه ثم َّ أصله ... وحانوته فوه وفوه لنا أجدى

لئن ساعف الدَّهر الجموح بوصله ... لأضعفنه أضعاف ذمَّ الورى حمدا

[٣١٣]

عبد السَّلام بن يحيى بن عبد الله بن المفرِّج بن درع بن الحسن بن الخضر بن حامدٍ التَّغلبي القاضي، أبو محمَّد بن القاضي أبي زكريا التكريتيُّ:

آخر أولاد أبيه، يفوقهم فضلًا، وفهمًا، وذكاءً.

ولد يوم الخميس بعد الظهر، وهو الثامن عشر من شعبان سنة سبعين وخمسمائة.

قرأ القرآن العزيز في صغره، وحفظ فصولًا وعظية، ورتب له والده مجالس الوعظ، فحفظ منها عدة مجالس، وتكلم في دارهم حتى تمرّن وصارت له فيه دربة جيّدة، ولون حسن، فعقد له المجلس في بعض مشاهد تكريت، حيث يتكلم الوعاظ، وتكلم ووعظ الناس وعمره يومئذ تسع سنين، فكان يتعجب من يسمعه من جودة كلامه على صغر سنه، وكلّما قدم تكريت واعظ أو أحد من أهل العلم والأدب يحضر مجلسه.

ولما قدم البلخي الواعظ، حضر مجلسه وقال: هذا عنده استعداد حسن، ثم انحدر صحبة والده إلى بغداد، واستحضر والده بالديوان العزيز عند الوزير معز الدين

<<  <  ج: ص:  >  >>