/٢٩٠ ب /ظبيٌ غريرٌ أحورٌ ... يسبي بخدٍّ كاللُّجين
ترمي سهام جفونه ... فينا قسيُّ الحاجبين
كم يسترق متيَّمًا ... بعذاره والسَّالفين
سفكت دمي ألحاظه ... عمدًا بسهم المقلتين
ما لي ألوم على الهوى ... قلبي وطرفي جرَّ حيني؟
أنا كلَّ يومٍ معهما ... في حرب بدرٍ أو حنين
أألام في قمرٍ على ... خدَّيه صورة عقربين؟
دبَّت على قلبي وما ... جلب البلية غير عيني
وأنشدني أيضًا قال: أنشدني عبد العزيز بن أبي المعالي يرثي شيخنا الإمام أبا المظفر محمد بن علوان بن مهاجر، [وكان قد] توفي يوم الأحد، ثالث المحرّم من سنة خمس عشرة وستمائة- رحمه الله تعالى-: [من الخفيف]
أوحشتنا لمَّا تولّى الدُّروس ... والفتاوى بكته والتَّدريس
آه واحسرتاه على شرف الدِّين ... ومن كان صمته تقديس
وإذا فاه بالفوائد تملى ... صحفٌ من علومه وطروس
ولكم كان ينشر الدُّرًّ إن نا ... ظر في محفلٍ وتجلى عروس
ولكم عمَّ حزنه وتساوى ... في عزاه الرئيس والمرؤوس
كلُّ عينٍ عرى وكلُّ فؤادٍ ... فيه من حزنه الطويل رسيس
ولقد ألبس الزَّمان حدادًا ... فهو بالحزن ظلمةٌ خندريس
عجبًا كيف حلَّ في اللَّحد طودٌ ... وهو في ضيق تربه مرسوس
ولبحرٌ ثوى بقعر الثَّرى فيه ... من المأثرات درٌّ نفيس
ولقبرٌ حوى بضيقته ليـ ... ثًا هزبرًا له ثراه حبيس
ولئن أظلمت لحودٌ ففي قبـ ... ـرٍ حواه من العلوم شموس
أو شكت وحشةً فقد حلَّ في لحـ ... ـدٍ به حلَّ من بقاه أنيس
وبه الدَّهر كان طلق المحيّا ... وهو الآن حين بان عبوس
ولو أنَّ المصاب يفدى بشيءٍ ... لفدته من الحمام النُّفوس
وأنشدني القاضي الإمام كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الفقيه الحنفي