للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو شلَّ كفَّ المنايا بعد ما اتَّصلت ... بجسم حيّ لكادت منه تنفصل

يخبِّر اللَّحظ عنه أنُّه رجلٌ ... ولو دري لم يقل إلاَّ هو الرَّجل

يعطي ويحيي بلا من ولا عضلٍ ... كالماء بيديه الرزق والأجل

طابت بسيرته الدُّنيا وزاولها ... ظلامها واستنار السَّهل والجبل

جلُّ الملوك بدون الدِّين قد شغلوا ... وناصر الدِّين بالإسلام منشغل

/١٩ أ/ ملائك الله أنصارٌ له فهم ... يوم الضِّراب له بالنًّصر قد كفلوا

ليثٌ هزبرٌ مكرٌّ باسلٌ بطلٌ ... مستبشرٌ وليوث الحرب قد ذهلوا

قيلٌ شجاعٌ مطاعٌ ضغيمٌ قدامٌ ... غيثٌ مغيثٌ كريم الخيم ....

به من الله تستقي الغمام اذا ... ضنَّت بوابلها الشَّحَّاحة الهطل

يا نائب الله حقّاً في بريَّته ... ومن بدولته قد عزَّت الدُّول

ومن أوامره فرضٌ به نطقت ... أي الكتاب ووحي الله والرُّسل

آباؤه خلفاء الله وهو لهم ... فخرٌ وليس لهم من فخره بدل

آل الرسول وأعلام الورى وبهم ... يهدي الأنام إذا ما استحوذ الزَّلل

هم النُّجوم ولكن أنت شمسهم ... لمَّا بدا نورك السَّاري لهم أفلوا

أنت الإمام الَّذي لولا خلافته ... صبا الأنام إلى الطَّاغوت وانتقلوا

أنت الَّذي خضعت هام الملوك له ... طوعاً وكرهاً ودانت أمره الملل

أنت الَّذي طاعة الرحمن طاعته ... في الأرض لولاك عمَّ الخطب والخطل

لو كان في الأرض إنسانٌ يخالفه ... ضاقت عليه فجاج الأرض والسُّبل

فان تداركه من جود رحمته ... لطف وإلَّا اقتراه الذئِّب والوعل

وصار للوحش بعد العزِّ مأكلةً ... والميت للوحش في بيدائها أكل

/١٩ ب/ أما رأيتم أحاديث الَّذين عصوا ... رأي الإمام وفيما أيَّه نزلوا

رموا عساكرهم بالبغي واجتمعوا ... في الغيَّ واطَّرحوا الإسلام واعتزلوا

واحكم الشَّر والشَّيطان بغيهم ... وعاندوا الله بالطُّغيان واحتفلوا

ففرق الله منهم كلَّ ما جمعوا ... وردَّ بأسهم بالخزي واتخذلوا

تيقَّنوا بعد ما حلُّوا معاقلهم ... أن ليس يعصمهم عن بأسك القلل

تزلزلت بهم اعلي جواسقهم ... من بعد أمنٍ وذاقوا سوء ما عملوا

<<  <  ج: ص:  >  >>