للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لاقوا منيتَّهم من دون منيتهم ... بالرَّغم وادَّرعوا بالذُّلِّ واشتملوا

بادتهم حادثات الدَّهر ما نفعت ... تلك الأسرَّة والتِّيجان والحلل

واصبحوا قد اباد الله ملكهم ... أعزُّ من فيهم بالهون مبتذل

سوء الصَّنيع لقوا بعد النَّعيم شقوا ... في حشرهم حرقوا بالنَّار واشتعلوا

أتاهم الله بالبأساء إذ جحدوا ... حقوق مولًي علي باريه متكل

تنعموا وطغوا في عيشهم وبغوا ... فأصبحوا بعد رغد العيش قد أكلوا

يا ابن البطاح ويا غيث النَّواح ويا ... بحر السَّماح إذا اجواده بخلوا

عام الرَّمادة مشهورٌ لجدُّكم ... سري وغنَّت به الرُّكبان والرَّجل

عمِّ النَّبيِّ وشيخ المأزمين ومن ... له السِّقاية والإعظام والنَّفل

/٢٠ أ/ عليكم نزُّل التنزيل وانتشرت ... آياته واليكم حجَّت الرَّسل

يا صاحب الدَّهر يا من لا شبيه له ... في العصر قولاً صحيحاً ليس ينتحل

الملك فيكم فمن ملكتهم ملكوا ... والفضل منك فمن فضَّلتهم فضلوا

عش وابق واسم وصل وانعم ودم وانل ... فالأكرمون لما أوليت قد خجلوا

أيَّامك الغر ُّلا زالت مخلَّدة ... يقضي الزَّمان ولا يقضي لها ـجل

ما غنتَّ الطيَّر في غنًّاء مورقةٍ ... وحنَّ صبٌّ براه الصدُّ والملل

[٣٣٣]

عبد القادر بن أميريّ بن بختيار بن الخلِّ بن محمد بن داود بن عبد الله، أبو محمدٍ بن أبي الخير الأشهي والداً واصلاً، الإربلي مولداً ومنشأ.

كانت ولادته بإربل تقديراً سنة أربع وثمانين وخمسمائة، وتوفي بها حادي عشر جمادي الأولي سنة إحدي وعشرين وستمائة، ودفن شرقها بمقبرة تعرف بمشهد الكفّ.

وكان والده رجلاً صالحاً من الفقهاء المتبعدين، محدِّثاً يلقَّب قطب الدين؛ وابنه أبو محمد اعتني بالحديث، فسمع منه كثيراً علي جماعة /٢٠ ب/ علي جماعة من المشايخ، وكان ذكياً مطبوعاً، له طبع النظم من غير اشتغال بالأدب.

<<  <  ج: ص:  >  >>