للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدثني الشيخ العالم أبو العباس أحمد بن الحسين الأديب النحوي، قال: كان شيخنا أبو الفضل قيماً بتفسير القرآن خيراً ديناً. وكان يقول لنا: إذا ألحدتموني وحثثتم علي التراب، وانصرف الناس عني، فقفوا عند القبر يسيراً آنسوني بذلك، وخلوا بين الكريم وبين عبد الكريم.

/٢٠٠: ٥ أ/ وكان ينشدني أشعاراً كثيرة لغيره ولنفسه، ولم يعلق من شعره بقلبي طائل، فمما التقطت منها قوله من قصيدة: [من البسيط]

والشمل منتظمٌ والدَّهر ملتئمٌ ... والهمُّ مقسمٌ والوصل مأمول

ونحن بالموصل الفيحاء في زمنٍ ... كأنَّه منهلٌ بالرَّاح معلول

وقوله من قصيدة في مرثية: [من الطويل]

وكنت لهم كالليَّث والغيث دائماً ... تميت وتحيي بالوعيد وبالوعد

[٣٤٨]

عبد الكريم بن إبراهيم بن عبد الكريم بن عبد الرحمن النفربيُّ الشاطبيُّ القصار، أبو محمد المراكشيُّ.

كان رجلاً جليلاً، ذا نعمة واسعةً، وثروة ظاهرة، يرحل إلى الملوك فيسترفدهم بأشعاره ولديه فضل ومعرفة باللغة والادب، وله قصائد مطولات كثيرة، ولم يكن شعره سائغاً بل متوسطاً يظهر فيه التعسف.

انشدني أبو محمد عبد الله بن أحمد بن يوسف الغرياني بحلب المحروسة، قال أنشدني أبو محمد /٢٠٠: ٥ ب/ عبد الكريم بن إبراهيم لنفسه: [من البسيط]

يا من شمائله احكي من القمر ... ومن فضائله احلي من السَّمر

سموت قدراً، فقلت: النَّجم في فلك ... وطبت ذكراً، فقلت: الرَّوض بالزهر

يا احوذيَّ الوري، والألمعي ومن ... قد بذَّ جمعهم بالذَّات والقدر

أمَّا النَّوادي فقد عمرت ساحتها ... بطيب ذكرك في الإمساء والسحر

ماذا أقول وقد البستني حللاً ... أبهي فواتق من زهر ومن زهر

أفضت افضلت في سر وفي علنٍ ... أحميت أكسبت من بيضٍ ومن صفر

<<  <  ج: ص:  >  >>