وأغن نستجلي محاسن وجهه ... لهواً ويجلي من يديه الراح
كالشَّمس في الإشراق يجلو كأسها ... للشهب من شهب الحباب مباح
نزلت بأرجاء الصُّدور فرحَّلت ... هما تحلُّ مكانه الأفراح
شربت لخسران العقول ولم يزل ... في الرَّاح خسران العقول رباح
ووشي بأسرار الغرام لشربها ... ثمل لأسرار الهوي فضاح
وقال أيضاً: [من الوافر]
حديثك أيُّها النَّشر العليل ... إلىَّ فلست أجهل ما تقول
/١٨٣: ٥ أ/ أهجت بذكرهم ثملاً بعقلي ... فأنت له شمال أم شمول
نسيم هبَّ من هضبات نجد ... له أرجٌ تفِّتقه القبول
سرى مسرى الخيال له حثيثاً ... وما للبدر لولاه دليل
ولمَّا ان تواقفنا لعتب ... تشابهت الصَّبابة والنُّحول
فلم يشعر لوجد كيف يشكوً ... ولا أنا للتَّشوق ما أقول
ولكنَّا سألناه حديثاً ... عن الأحباب إذ أؤف الرَّحيل
فروَّي ما روي من بين ريَّا ... معاهدها ...... السُّيول
وعرَّض بالطلُّول فجدا وجدي ... لأنِّي من تتِّيمه الطُّلول
سقي جبلي حماة والمصلَّي ... أجشُّ الرَّعد موَّارٌ هطول
إذا ضحكت بوارقه بكتها ... عيون سماً مدامعها هطول
فكم شقت بها لحياً جيوبٌ ... وجرت بالنَّسيم لها ذيول
لها واد عزيز الجار يرعي ... ويعذب في خمائله الخمول
تري الاحزان تطردها حزونٌ ... وإن صعبت تسهِّلها السُّهول
تغازل أعين النوَّار فيها ... فهمنَّ بها صحيحاتٌ وحول
كأنَّ المسك ضوَّع في قراها ... وسلسل في البطون السَّلسبيل
/١٨٣: ٥ ب/ فهذا الطَّير من طربٍ يغنِّي ... وهذا الغصن من ثملٍ يميل