/ ٤٥ ب/ والخطابة.
وأبو القاسم كان شيخًا بهيًا لطيفًا، حسن المنظر، متواضعًا للناس، من صلحاء أمة محمد صلى الله عليه وسلم سمع حديثًا كثيراً من ابيه وعمِّه وغيرهما، وحدث بالموصل، وحمل عنه الحديث.
وكان له قبول عند الناس وقدر جليل، وحرمة وافرة، ولي منه إجاوة كتبها بخطِّه، وله أشعار حسنة.
وان مولده بالموصل ليلة الثلاثاء ليلة عاشر رجب سنة ثمان وخمسمائة، وتوفي بها ضاحي نهار يوم الخميس منتصف شهر بيع الأول سنة اثنتين وعشرين وستمائه –رضى الله عنه -.
أنشدني الخطيب أبو الفضل عبد الله؛ قال: أنشدني والدي من شعره ما قاله على لسان أتابك نور الدين أرسلان شاه تبن مسعود بن مودود، وقد جاءته سفينة من أمير المؤمنين الناصر لدين الله –رضى الله عنهما -: [من الكامل]
إن كان أتحفني الإمام سفينةً ... تنجي من البحر الخضمِّ الزَّاخر
فتمسُّكي بعرى الولاء لبيته ... سفن النَّجاة من العذاب الآخر
/ ٤٦ أ/ وقال يهنِّي القاضي حجَّة الدين أبا منصور المظفَّر بن عبد القاهر الشهرزوري
بمجلس الحكم: [من البسيط]
تهنَّه مجلسًا لمَّا قعدت به ... قامت صروف الليالي عنك ترتحل
به من العدل أبواٌب قد أفتتحت ... كما به سدَّ خرق الدِّين والخلل
من كان يبسط آمالًا ويقبضها ... فأنت لازلت مبسوطًا لك الأمل
وقال يهنيه بالعيد: [من مخلّع البسيط]
تهنَّ بالعيد يا جواد ... ما مثله قطُّ من جواد
عادت عليك الأعياد حتى ... تنال ما شئت من مراد
ودمت في نعمة وخفضٍ ... رغمًا على آنف الأعادي
وقال يهنِّي بمولد: [من البسيط]