أخاير الذخائر من جواهر الجماهر".
/ ٥٥ أ/ وذكر لي أنه ألَّف كتبًا غير ذلك منها كتاب "الروضة الممرعة في فضائل الأئمة الأربعة" وكتاب "مفتاح الأفراح في امتداح الراح" قصره على شعره، ورتَّبه على توالي الحروف، وديوانا أشعاره ورسائله مدخلات في عشرة أجلاد.
وهو رجل قد حاز فضيلتي الكلام؛ نظمًا ونثراً، وبرز في صناعتهما، مناكتب الناس في وقته، وأعملهم بقوانين الترسل، وأساليب الكتابة، وأجود الكتَّاب شعراً، نقي في نفسه، يميل إلى أهل الصلاح والدين؛ حسن الطباع كريم الاخلاق.
انشدني عبد المحسن بن حمّود لنفسه: [من الخفيف]
عدِّ عن زينب وعن أسماء ... وأسقني من سلافة صهباء
خندريس كالشمس قد نثر المز ... ج عليها كواكب الجوزاء
نالها الطَّرف في الزُّجاجة لكن ... فاتها الكفُّ قد جمِّدت من هواء
وكأن الحباب حين علاها ... عرقٌ فوق وجنة حمراء
من يدي شادن إذا ما تجلَّى ... غار من وجهه هلال السَّماء
/ ٥٥ ب/ خضَّبت كفَّه المدامة فاستغـ ... ـنى بلألائها عن الحنَّاء
بنت كرم إذا اللئيم احتساها ... علَّمته خلائق الكرماء
واتل من وصفها على الشُّرب ذكراً ... نفحته قرائح الشُّعراء
كلُّ معنى يكاد يضحك بالَّصهـ ... ـباء فعل الصَّهباء بالنُّدماء
إنًّما لدَّة الحياة شبابٌ ... وشرابٌ على غنًّى وغناء
وأنشدني لنفسه: [من الخفيف]
لا تطع في المداد قول مداجي ... وأدرها صرفًا بغير مزاج
قهوة تصرف الهموم عن الشُّر ... ب إذا أشرقت وراء الزُّجاج
ومتى ما دجا الظلام كفانا ... نورها في الزُّجاج نور السِّراج
تبرز الشمس حين تبرز في الكا ... يات والليل مظلم الجنح داجي
توَّجتها يد المزاج بتاجٍ ... من حباب يا حبَّذا من تاج