ابن ثمان وأربع غنجٌ ... لغير ذاك الفعال ما صلحا
فقمت من سكر خرمة وكرى ... أرفل في بردة الصِّبا مرحا
أخططب بنت الكروم .... ... ..... الفرحا
فقال: هات اسقني فقلت له ... خذها مداماً كالبرق إذ لمحا
حمراء تحكي دم الغزال إذا ... ما باخل القوم ذاقها سمحا
تريك في حال مزجها شرراً ... تومي به كالزِّناد إذ قدحا
فعبَّ منها فقلت بدر دجى ... يلثم منها في الكأس شمس ضحى
أشرب من سؤره فينفحني ... منه نسيم يعطِّر القدحا
/ ٥٧ أ/ حتىغذا ما المدام رنَّحه ... وراض بالسُّكر منه ما جمحا
غنَّى بييت ابن هانئ ولقد ... كنت له قبل ذاك مقترحا
يا صاح لا أترك المدام ولا ... أقبل في الحبِّ قول من نصحا
وقال أيضًا وأنشدنيه: [من مجزوء الرمل]
لا تطع قول النصوح ... وأجب داعي الصَّبوح
ما ترى نجم الثُّريَّا ... قد تولَّى للجنوح
وبدا الصبح كرهبا ... ن تبدَّت في المسوح
فكؤوس الراح تجلى ... في يدي ساق مليح
بدر تمَّ قام يسعى ... بستى البرق اللَّموح
قهوةً عتَّقها من ... قبل نوح قوم نوح
فهي في اساتها تحـ ... ـكي دم الظَّبي الذَّبيح
فأشربنها واسقينها ... او يواريني ضريحي
وقال أيضًا وأنشدنيه: [من الوافر]
/ ٥٧ ب/ أدر يا منيه النَّفس ... علينا قهوة القسِّ
وصرِّف ليلنا بالصِّر ... ف حتى مطلع الشمس
ولا تمزج بها ماء ... بربِّ الرُّوح والقدس
فإن الراح عند النَّفـ ... ـس أحلى من منى النًّفس
مدامًا صانها كسرى ... أنوشروان للفرس