فأفنى الدَّهر جدَّتها ... وطهَّرها من الرِّجس
ولطَّفها إلى أن دقَّ معناها عن الحسَّ
تراها حيثما حلَّت ... نظام اللَّهو والأنس
فإنَّ الكأس قد صحَّت ... لول المكث والحبس
وطير السَّعد قد وافى ... وولَّى طائر النَّحس
وقال أيضًا، وأنشدنيه: [من الطويل]
ألا .... في الراح قد جئت بالإفك ... وإني لفي شغل بلذَّتها عنك
اتنهين من لم يقبل ... ... من الله عنها كيف يقبله من
تقولين لي اتركها وتب وهي تجتلى ... بكفَّ غلام أهيف من بني الترك
أفديه من ساق إذا ما رمقته ... يمازج تقطيباتهً لي بالضِّحك
/ ٥٨ أ/ حكى أسها خدَّاً وثغراً ومقلةً ... وسورتها أفعال مقلته تحكي
إّا فضَّ بين الشَّرب عنها ختامها ... أتت بنسيم الرَّوض أو نفحة المسك
وإن مزجت أبدت بصفحة كأسها ... حبابًا كدرٍّ قد تبدَّد من سلك
ولو تبت من شربي لها وتركتها ... وعاينت ذا أو بعضه تبت من نسكي
وقا أيضًا، وأنشدنيه: [من الوافر]
نديمي قم إلى شرب الحميّا ... فقد جنحت إلى الغرب الثريّا
وقد أهدت صبا نجد إلينا ... بطيب نسيمها مسًا ذكيّا
وغنَّت في فروع الأيك عجمٌ ... تروح بها عن الفصحى غنيّا
وحيَّتنا بها خودٌ رداحٌ ... نرى بدر الدُّجى منها حييَّا
إذا هزَّت معاطفها أرتنا .... قومًا يخجل الغصن الرَّويّا
تميت الحيَّ من سكر وتشدو ... بتلحين يعيد الميت حيَّا
وتبدي من ثناياها أقحوانًا ... ومن وجناتها ورداً جنيّا
مجاجة ثغرها الوضَّاح أحلى ... وأعذب من معااة الحميّا
جلتها في الزُّجاج لنا عروسًا ... ونظًّمت الحباب لها حليًا
يري مديرها في الكأس .... ... وقد غسق الدجى .......
/٥٨ ب/ كأن الشمس قد حلَّت عليها ... رجاءً من .... بهيّا