للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من كلِّ وطفاء دان فضل هيدبها ... منحلةٌ في نضواحيها عزاليها

كم قد نعمنا بلذات الشباب بها ... في عيشة طاب مخليها لجانيها

أبدى لنا ملكٌ غاز محاسنه ... ما يطرف الطَّرف منَّا عن مساويها

تدبرت دولة الإسلام واعتصمت ... به العواصم واعتزَّت صياصيها

أعطاه قلعتها الشَّهباء خالصةً ... دون الملوك فأعطى القوس باريها

غلت على سائميها قلبه وعلت ... تبارك الله مغليها ومعليها

فليس يحكيه في خلق ولا خلق ... ملكٌ ولا قلعةٌ في الأرض تحكيها

أبت على خابيها فهي شامخة الـ ... ـعرنين باد ...............

/ ٦٣ أ/ .... بسماء الجوِّ واعتجرت ... بسحبها فهي أحمى من دراريها

[٣٥٧]

عبد المحسن بن إسماعيل بن حمدان، أبو علي الجزري.

شاعر كاتب عند شيء من علم النحو والأدب، وهو يكتب الإنشاء لصاحب الجزيرة المعمورة، المل المعظم محمود بن سنجر شاه بن غازي بن مودود بن زنكي:

ومن شعره: [من الطويل]

سيوفٌ بدت أم سحر بابل عيناه ... ووردٌ زاهم ام ذي الشقائق خدَّاه

وصبحٌ تجلَّى أم ضياء جبينه ... وليل دجى أم قد تعقرب صدغاه

رشا قدُّه غصنٌ من البان ناضرٌ ... نسيم الصَّبا في آخر الليل سكناه

رماني فأصماني بسهم لحاظه ... وكم عاشق مثلي رماه فأصماه

رمى ومماتي لحظةٌ من جفونه ... نأى وحياتي نظرةٌ من محياه

واستنجد العين القريحة للكرى ... لعلِّى أحظى في الرُّقاد برؤياه

واهوى نسيمًا هبَّ من نحو أرضه ... عساه راه أم تحمَّل ريَّاه

بروحي أفديه وما ملكت يدي ... تناضل ...... الغداة وأهواه

/ ٦٣ ب/ بعثت إليه في النسيم تحيَّةً ... فمرَّ به في الليل وهنًا فحيًّاه

أراه بعين الحبِّ والبين بيننا ... وأنظره حقَّاً على بعد مغناه

<<  <  ج: ص:  >  >>