للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن قيل من فحل الرجال فقلت في ... مستحكم الأقوال والآراء

ذربٌ بتقليب القلوب مجاذبٌ ... للنافرات بألطف استهواء

/ ٦٧ ب/ وأنشدني أبو الفتوح بن أبي الغنائم بن أبي بكر البغدادي؛ قال أنشدني عبد المنعم بن عمر الجلياني لنفسه بحلب: [من الطويل]

وصفراء لولا نفحها ومذاقها ... لقلت نضارٌ في الأباريق ذائب

من الماء فيها للحباب عمائمٌ ... وللنُّور منها في الأكف ذوائب

وقال أيضًا: [من الكامل]

حاول مفازك قبل ان تتحوًّلا ... فالحال آخرها كحالك أولا

إنَّ المنيَّ من المنيَّة لفظة ... ليدُّل في أصل البناء على البلا

ومن شعره يقول: [من الطويل]

وقائلة كيف استطعت تجلُّداً ... لضحك فلان وافتراء فلان

فقلت لها يا هند لو كنت ناظراً ... إليهم مضى بين الفصول زماني

حعلت بني الدنيا جميعًا لواحد ... وقد حلَّ فيه الموت احة فاني

وماذا عسى أن يغني الموت وهو في ... تقاذف أمواج من الحدثان

فشمَّرت ذيلي عنهم متحلِّيا ... وألقت فيما قد عناني عناني

ولم ألتفت إن أعرضوا او تعرَّضوا ... أو اعترضوا مستهزئين ....

/ ٦٨ أ/ أرى مدحهم سهواً وذمهم سدًى ... وهل ذو نهى يصغي إلى الهذيان

فلو حصَّنوا الأوقات كان سلوكهم ... لتصحيح فعل او صفاء جنان

ولو شعروا في خصلة بفضيلة ... لما نطقوا في فضله بلسان

وقال أيضًا: [من البسيط]

قالوا رموك ببهتان فقلت لهم ... يا هند لو عقلوا لم يرتضوا الفندا

ما العاقل الحرُّ من تنسى معائبه ... وقد حضرن ويغتاب الَّذي بعدا

قالت: فما لك لا تنفي اعتراضهم ... وتدفع الوهم عمَّن ساء معتقدا

فقلت لي شغلٌ عنهم ولو شغلت ... نفسي بهم صرففت عن نهج من رشدا

إن كان دينهم يقضي لهم حسدا ... فديننا يقتضي أن ننفي الحسدا

<<  <  ج: ص:  >  >>