إن أدرك المرء ما الإحسان ما وعدا ... فما نبالي بمن رام الأذى وعدا
وليس منا فتى للعرض منتصرٌ ... لسوء سعي ولا ماَّا فتًى حقدا
وكل نفسٍ لها شأنٌ ومنبعثٌ ... وغايةٌ نصبت ..... لها أمدا
وقال أيضًا: [من الكامل]
قالوا نحجُّ البيت قلت يجوز ... قالوا متى قلت القضاء عزيز
لولا الرِّيا ما حجَّ أكثر من ترى ... من ذا بإخلاص الضمير يفوز
/ ٦٨ ب/ فيالحجِّ أخطارٌ غنيٌ رُّبنا ... عن فعلها والشرع والتمييز
حشر اللصوص له كحشر حجيجه ... فبكلِّ شبر قاطعٌ مركوز
في يثرب جهراُ وفي أم القرى ... يسبى كريم المال وهو حريز
وعلى الظَّواف وفي الآل والورى ... ...... للصوص حفيز
حرم لدى حرم .... فتصدُّ عن صدر الكعاب عجوز
وعزيز وفر جاء مكَّة فانثنى ... والعزُّ عنه والعنا محجوز
وتشاغلٌ وقت الصلاة وفتنةٌ ... وتقاطع وتدابرٌ ونشوز
ولو انَّه أمنٌ وبرٌّ خالصٌ ... فبعشره الجمَّال ليس يحوز
ورأيت له كتاباً مشجراً، ترجمه: ب "منادح الممادح" وروضة المآثر والمفاخر من خصائص الملك الناصر" يعني صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي –رحمه الله تعالى – وهو يحتوى على نظم ونثر، جعله منطويًا على أثنتي عشرة مدحةً وهو غريب في وضعه جداً.
/ ٦٩ أ/ حدثني القاضي أبو القاسم عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحنفي – أيده الله تعالى -؛ قال: أخبرني السديد بن عمر القفصي؛ قال كان عبد المنعم الجلياني قليلًا ما يمتدح الناس، وكان يمدح الملك الناصر جالسًا، وعمل له كتابًا في مدائحه مشجراً، وكان السبب الَّذي دعاه إلى عمله، أنَّه لزمه دين مقداره ثلاثمائة دينار، وعمل في هذا الكتاب مشجرات في مدحه، وحمله إليه، فلما وقف عليه لم يهتد إلى قراءته، فطلب عبد المنعم ليحَّل المشجرات، وكان بحضرته إنسان يقصده، لم يسعه عند طلبه إلا إحضاره. فلما حضر حلَّ له المشجرات، فاستحسنها وساله عن حاجته؛ فقال: علي