دين أطلب قضاءه، فتقدم إلى الديوان أن ..... بدينه، فلما خرج؛ قال له ذلك الرجل الَّذي يقصده: هذا عليه ثلاثمائة دينار! فأمر الديوان أن ..... ثلاثمائة دينار، ويطلق له ثلاثمائة دينار أخرى. فأراد ذلك الرجل أن يضره فنفعه.
وقال القاضي؛ وسألت السديد عمر عن حاله فوصفهخ بالفضل والعلم؛ قال لي: وكان يميل إلى الحكمة.
/ ٦٩ ب/ وكان كاتبًا في بلاد المغرب للوزير عمر، فرجد عليه فضربه ثمانين سوطًا، فكان ذلك سبب خهروجه إلى هذه البلاد.
وحدثني القاضي أو القاسم، قال: حدثت عن عبد المنعم انه كان في مجلس الملك الناصر صلاح الدين؛ فقال له القاضي الفاضل ليغضّ من قدره نسبته إيّاه إلى قرية: كم بين جليانة والمريّة؛ فقال مجيبًا له في الحال: مثل ما بين بيسان وبيت المقدس.
قال أبو محمد عبد الرحمن بن بركات بن شحاتة، سمعت الأمير أبا الحسن علي بن إيداش يقول: سمعت عبد المنعم الجلياني يقول: لبست البلاس فعاتيني بعض أهلي على ذلك؛ فقلت: [من المتقارب]
وقائلة لم لبست البلاسا ... ولم تره قبل هذا لباسا؟
فقلت لها لو رأيت الَّذي ... رأيت لخالفت هذا القياسا
ولي بالرِّياض وربِّ الحمى ... حبيبٌ حمى مقلتيَّ النُّعاسا
أخاف إذا ما رأى لبستي ... سوى جبَّة أن يراها التباسا
ويحسبني ناسيًا عهده ... وبئي الحبيب حبيبٌ تناسى
/ ٧٠ أ/ قال أبو الحسن القطيعي: أنشدنا عبد المنعم لنفسه في الشوق:
[من الخفيف]
عيَّروني بأنني مستهام ... ولمثلي يلذُّ فيك الهيام
شوَّقوني إليك ثمَّ تولوا ... عجباً كيف أيقظوني وناموا
ونديم سقاني السِّر صرفًا ... فسكرنا وليس ثمَّ مدام
حثَّ كأسًا ممَّا هناك دهاقًا ... فاستطارت لدورها الأحلام