للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أين أهل الأذواق قوموا فشقُّوا ... كلَّ جيب فالآن طاب المقام

نسمت من حبيبنا نفحاتٌ ... فعلى العيش بعدهنَّ السَّلام

[٣٦٣]

عبد المنعم بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الحسين، أبو محمد بن أبي البركات الموصليُّ، المعروف بابن الشَّيرجِّى.

كان والده متقدمًا في الفقه، على مذهب الإمام الشافعي – رضى الله عنه – وابنه هذا أبو محمد كان فقيهًا جيداً، عالمًا فاضلًا من أهل الصلاح والدين، قرأ على والده الفقه، وروى شيئاً من الحديث عن أبى بكر محمد بن علي / ٧٠ ب/ بن ياسرؤ الجيّاني الأنصاري، وسمع عليه جماعة، وكان يقول المقطعات من الشعر في الآداب والحثّ على طلب العلم، وغير ذلك مما يتعلق بهذا الفن.

أنشدني الخطيب أبو النجا يالم بن عمر بن سالم الموصلي، قال: أنشدني أبو محمد عبد المنعم لنفسه: [من السريع]

قول الفتى لا علم لي بالذي ... سألتني من جملة الفضل

وما على العالم في قول لا ... أعلم من قوم ولا عذل

والجاهل الآنف من قول "لا" ... مخالفٌ للشرع والعقل

قد قال عن إبن أبي طالب ... وابن عبَّاس أولو النَّقل:

إنهمالم بأنفا قولها ... فكيف يأبى قولها مثلى

وأنشدني أيضًا، قال: أنشدني أبو محمد لنفسه: [من الخفيف]

ليس للعلم غايةٌ يقف الطَّالـ ... ـب عند التَّحصيل يومًا عليها

طالب العلم كلَّما ازداد علمًا ... ألبسته العلوم شوقًا إليها

شرفت نفس عالم تطلب العلـ ... ـم لتحوي علم الرجال لديها

وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه: [من البسيط]

/ ٧١ أ/ سأطلب العلم في الآفاق مجتهدا ... فالعلم بحرٌ وفيه الدُّرُّ مستتر

<<  <  ج: ص:  >  >>