على ذكر نفر من الشعراء الذين امتدحوا الملك العزيز أبا الفوارس طغتكين بن أيوب بن شاذي، وختم الكتاب بقصيدة من قيله.
أنشدني أبو يوسف يعقوب بن علي بن نصر الله الموصلي؛ قال: أنشدني أبو الفضل عبد المنعم بن النروني لنفسه يمدح / ٧٢ أ/ اتابك نور الدين أرسلان شاه بن مسعود بن مودود بن زنكي بن آق سنقر –صابح الموصل رضي الله عنه:
[من السريع]
ماقبل العاشق ممَّن نهاه ... ولا درى الغافل ما قد جناه
ولو درى من تاه في حسنه ... أنَّ لمن يهواه جسمًا أتاه
هيهات يبقى جسمه بعدما ... ضاعف في يوم نواه جواه
يا قوم ما أقرب يوم النَّوى ... وأبعد المشتاق ممَّن نواه
ليت زمانًا كان عهدي به ... من قبل أن يجفو جفاه كراه
يزورني وهنًا فأشكو له ... وإنَّما يشكو المعنَّى عناه
وكيف لا يشكو الهوى مدنفٌ ... هوانه أيسر ما في هواه
ومن يبت مثلي قريح الحشا ... لم ير يومًا لأساه أساه
وفي الحمى ذو عبث لم تزل ... جوارحي مجروحةً من أذاه
ظبيٌ من التُّرك لبه مقلةٌ ... تغنيه في يوم الوغى عن ظباه
كأنما قامته صعدةٌ ... أو غصنٌ معتدلٌ من نقاه
لو أنَّه قابل شمس الضُّحى ... رأيتها في خجل من سناه
/ ٧٢ ب/ شهدت أنَّ الشَّهد في شغره ... ولم أن بالله ممَّن جناه
لكنَّني أعلم أنَّ الجوى ... شفاؤه ما قد حوته الشِّفاه
يا حاديًا بات بنا ساريًا ... والعيس لا تسأله عن سراه
في جنح ليل لو بدا صبحه ... لكاد يخفيه علينا دجاه
ومهمه متَّسع خرقه ... فيه عزيف الجنِّ عال صداه
قل لمطًايانا إذا ما اشتكت ... طول السُّرى أو قطع عرض الفلاه:
إذا وصلنا الموصل استبشري ... ويمِّمي درا أرسلان شاه
أتابك الملك الَّذي لا يرى ... خير ملو الأرض من لا يراه