وعاتبته إذ لاح بدراً مكملاً ... وعانقته إذ ماس غصناً مهفهفا
وعاينت من خدَّيه لمَّا توردا ... عذارين من أس وورداً مضعَّفا
أقيما له عذري عليَّ وعنده ... ولا تحسباني بنت عن أرضه جفا
وإن أنتما سوئلتما عن قضيتي ... فقولا جميعاً راح يقصد يوسفا
هو الماجد النَّدب الَّذي من يؤمه ... يؤم أعم الناس برَّاُ وأشرفا
[٣٦٥]
عبد المنعم بن عليِّ بن نصر بن منصور بن هبة الله النهريُّ، أبو محمد الحرَّاني، المعروف بابن الصَّيقل.
كان من فقهاء الحنابلة، عالمًا واعظًا، أخذ الفقه عن أبي الفتح نصر بن فتيان بن مطر الحنبلي الفقيه المعروف بابن المنى النهرواني، وسمع الحديث من أبي الفتح بن برشاتيك وأبي السعادات ابن زريق وتكلم / ٧٥ أ/ في الوعظ، وكان متديناً وراعًا، سكن بغداد إلى أن توفي بها يوم الخميس سادس عشر ربيع الأول سنة إحدى وستمائة، ودفن بباب حرب.
أنشدني أبو الفضل عمر بن علي بن محمد بن يحيى بن هبيرة حرّان، وأقمت بمصر في صدر كتاب:[من الطويل]
وكنَّا نرى حرَّان أطيب منزل ... فمذ غبتم عنها استبانت عيوبها
وبان لنا صدق الَّذي قال قبلنا: هوى كلِّ نفس حيث حلَّ خبيبها
وقال يرثى شيخه أبا الفتح أبن المنيّ:[من البسيط]
إن روَّق الليل جافى الجنب مضجعه ... يبكي بمدع غزير واكف هطل
وإن بدا مشكلٌ في الشرع منغلقٌ ... أتى به ظاهراً فوراً على عجل