لا تكن وانيًا عن السير في اللَّهـ ... ـو إذا أشرقت لك الصَّهباء
إنما لذَّة النَّديم مدامٌ ... وغناءٌ وروضةٌ غنَّاء
شعشع الراح فهي ويك النَّفـ ... ـس وفيها لكلِّ جسم عناء
وأجلها في الكأس فهي نجومٌ ... كلُّ أرض تدار فيها سماء
واسقنيها محروسة من أذى المز ... ج فما يطرب العقول الماء
واستبق للسُّرور في مجلس فيـ ... ـه سريرٌ يعزى إليه العلاء
واغتنم فالزمان فيه هناءٌ ... للبرايا وللغرير بقاء
ملكٌ ربعه خصيبٌ وداعيـ ... ـه مجابٌ ووعده إيفاء
كل يوم له التفاوتٌ لراجيـ ... ـه وفي كلِّ ساعة إعطاء
لا تقس بالبحار نائل كفَّيـ ... ـه فما إن لخنصريه كفاء
/ ٧٤ أ/ ومنها قوله:
هممٌ تفضل الوجود وقدرٌ ... دون أدنى غاياته الجوزاء
وعلاً لا ينالها الدَّهر راجٍ ... وندى لا يخيب فيه رجاء
سعدت أولياؤه بأياديـ ... ـه وخابت بعزمه الأعداء
شهدت بالنَّدى له العرب والعجـ ... ـم وسارت بفضله الأنباء
بهرت واصفيه أوصافه الغرُّ فماذا تقثوله الشعراء
ومنها يقول:
هكذا هكذا تكون السجايا ... هكذا هكذا يكون الثناء
فيك سيف الإسلام ما أعجز الدَّهـ .... ـر فما أنت والملوك سواء
دمت في عيشة تطيب وقدر لا يسامى وغبطة لا تساء
وبلغت الَّذي تؤمِّل في الدَّهـ ... ـر ونالت عدوَّك الاواء
وأنشد في الصاحب الوزير القاضي الأكرم أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم القفطي، قال: أنشدني عبد المنعم بن النطروني لنفسه / ٧٤ ب/ بقفط، يمدح الأعَّز يوسف بن صالح بن مهدي – قاضي فقط -: [من الطويل]
تقبلَّته في قلبة حين أسعفا ... وقبَّلته لمَّا وفى لي إذ وفى