للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شاعر ذلق اللسان، أحسن في قوله غاية الإحسان، له في الشعر مجال فسيح، ونظر في صنعته صحيح كصر استعماله في لزوم البديع، حتى نال فيه المحل الرفيع.

خرج عن الديار المصرية، وحال في أقطار البلاد الشامية، ومدح ملوكها، ولقي سلاطينها، وكان عنده ك من كل صنف غريب من النوادر والمحاضرات مع معرفته بالنحو والعروض والقوافي، وعمل الموشحات.

أنشدني له سليمان بن سليمان الصائغ الإربلي الشاعر؛ قال: أنشدني عبد العظيم من قصيدة اوّلها: [من الطويل]

تصدّق بوصل إنّ دمعي سائل ... وزوّد فوادي نظرةً فهو راحل

فخدّك موجودٌ به التّبر والغنى ... وحسنك معدومٌ لديه المماثل

/١٠١ ب/أيا قمراً من شمس وجنته لنا ... وظلّ عذاريه الضحى والأصائل

تنقلت من طرف لقلب مع النّوى ... وهاتيك للبدر التّمام منازل

إذا ذكرت عيناك للصّبّ درسها ... من السّحر قامت بالدليل الدلائل

جعلتك بالتّمييز نصباً لناظري ... فهلاّ رفعت الهجر والهجر فاعل

أعاذل قد أبصرت حبّي وحسنه ... فإن لمتني فيه فما أنت عادل

محياه قنديلٌ لديجور شعره ... تعلّقه فيه فما أنت عادل

محياه قنديلٌ لديجور شعره ... تعلّقه بالصّدغ منها السلاسل

غدا القدّ غضّاً منه يعطفه الصّبا ... فلا غرو أن هاجت عليه البلابل

وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه يمدح الملك الأشرف موسى بن محمد بن أيوب: [من الطويل]

أظنّ خيال العامريّة قد ضنّا ... وحاشاه لكن ليس لي مقلةٌ وسنى

وكيف يزور الطّيف صبّاً يراقب الـ ... ـنّجوم إذا ما ليله موهنًا جنّا

سميري ما للّطيف ذنبٌ لأنّه ... رأى خدته وهو الكرى قد جفا الجفنا

<<  <  ج: ص:  >  >>