فاليوم طبقك لو ألمَّ لبخله ... فالصَّبُّ في سنة الكرى ما عرِّضا
يا سعد إنَّ عذوبة الورد الَّذي ... قد كنت تعهده استحال وعرمضا
سر بي فلي في السِّرب قلبٌ سائرٌ ... إثر الفريق مخيِّماً ومقوِّضا
وتوقَّ غزلان النَّقا فثمَّ لي ... علقٌ أبين لمقلتي أن تغمضا
وحذار إن يمَّمت سفح محجَّر ... فهناك أسياف المحاجر تنتضى
لله دهرٌ لا تزال خطوبةً ... ترمي بأسهمها اللَّبيب فتغرضا
يسطو عليَّ وما جنيت جنايةً ... إلَّا العلا ويسومني دون الرِّضا
قد قلت لمَّا مدَّ نحوي مخلباً ... مهلاً كفاك من النَّوائب ما مضى
وظللت أذكر قول من قد ساءه ... الزَّمن الخؤون ونال منه فأجرضا
عندي من الأيَّام ما لو أنَّه ... أمسى بشارب مرقدٍ ما غمَّضا
وقوله من أخرى؛ وأنشدنيها بحلب: [من الخفيف]
ما لقول العذول عندي قبول ... في هوى من عذابه مقبول
لا ولا لي إلى السُّلوِّ سبيلٌ ... عن حبيب رضا به السلسبيل
/١٢٩ ب/ بدر تمٍّ يذرُّ من غصن بان ... وله في حشا الكئيب أفول
فاتر الطَّرف باعتلال جفونً ... فاترات بها يداوى العليل
يخجل البان باعتدال قوام ... هو عمَّا يراد منه عذول
زارني في الدُّجى بوجه جميل ... أبداً يستثاب منه الجميل
جاد حَّى ظننت ما قال حقّاً ... وانثنى وهو في الكرى تضليل
لا يغرَّنك وعده إنَّما الوعد وعيدٌ ونيله تعليل
[٣٨٠]
عبد السيد بن محمدٍ الجزري.
كان والده يعرف بالجان؛ هو من الجزيرة العمريّة، وهو ابن أخت حمد الجرزي الشاعر، وقفت على قطعة كبيرة من شعره؛ فاخترت منها ما يصلح لهذا الكتاب.