للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحقّاً خبا نورٌ من الله يسطع ... وغيِّب طود الحلم والعلم أدرع

وقام على الشَّيخ الموفَّق نادبٌ ... من الدِّين يبكي فضله ويرجَّع

لقد ماتت الآمال من أجل موته ... فكادت رحى الأفلاك إذ ....

وناجت عليه الكائنات بأسرها ... وما كلُّ ذي سمعٍ لذلك يسمع

وعيني اطأعتني بسفح دموعها ... عليه وقلبي بالصَّبابة أطوع

ولم أبكه إلاَّ ذكرت مصيره ... فيضحكني ما كان من قبل يدمع

ألا يا لقومي كيف سارت رجاله ... به وهو بحرٌ زاخر الموج مترع

وكيف استطاعوا أن يروه ونوره ... كبرق إذا ما شامِّه الطَّرف يلمع

عجبت له جنس الفضائل نوعه ... فما جنسه العالي وما يتنوَّع

وكلُّ المعالي بعضه وهي دونه ... فما بعضه الباقي الَّذي هو ارفع

فلو طالت الأعمار بالفضل لم يكن ... لموت على مثل الموفَّق مطمع

ولو أنَّه بالمشرفيَّة يتقَّى ... حمتًه سيوفٌ دونه تتقعقع

ولكَّنه حكمٌ من الله يستوي ... لديه ذليلٌ أو عزيزيٌ ممنَّع

/١٣٣ ب/ أيا قبره هل أنت دار من الَّذي ... حويت ومن في قعر لحدك مودع

فكعبة أهل العلم فيكً وإنّهم ... على فقدها أكبادهم تتصدَّع

فأنت لنا بيتٌ نحجُّك قربةً ... إلى الله إلَّا إنَّنا لا نودِّع

وإن لم تبلِّغنا إليك رواحلٌ ... أتتك قوافينا تخبُّ وتوضع

وإنِّى على ما في ثراك مولَّهٌ ... وإنِّي إلى من حلَّ فيك مولَّع

وها كبد يا لحرَّى عليك قريحةٌ ... وها جسدي ما فيه لليّقم موضع

ولا غرو إن جفَّت دموعس فإنها ... بنار الجوى في كلِّ وقت تلدذَّع

وقد تدمع العينان والقلب ضاحكٌ ... وقد يضحك الإنسان والقلب يدمع

ومنها يقول:

وبعد فلا زالت سحائب رحمةٍ ... من الله في لحد الموفَّق تهمع

وأنشدني قوله موصياً نفسه: [من مجزوء الخفيف]

نفسي النُّصح تنعمي ... وابتغي الله تغنمي

<<  <  ج: ص:  >  >>