للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أين الَّذي لا الشَّمس تشبه وجهه ... حسناً ولا البدر المنير إذا سما؟

سارت بهم هوج المطي فهيَّجت ... شوقي وخلَّفت الفؤاد متيَّما

لم أدر أنَّ البين موتٌ أوَّل ... حتَّى وقفت مودِّعاً ومسلِّما

ورجعت أنظر بعدهم آثارهم ... فإذا بها تكبي جوى وتألما

أمحَّمدٌ لاحمد للدُّنيا متى ... لم التزمك مقبِّلاً منك الفما

أبنيَّ ما طمع الزًّمان بأن يرى ... عندي لخطب المعضلات تبرُّما!

كلاَّ ولم أجزع لوقع نباله ... حتى يريني من فراقك اسهما

افنت مدامعه حوادث دهره ... فبكى وقد نفدت مدامعه دما

في كل يوم قد أقام زمانه ... بفراق من يهوى لديه مأتما

وأنشدني لنفسه في المعنى: [من الطويل]

/١٣٢ ب/ وقائلة مالي اراك مسهَّدا ... وجسمك للأسقام أصبح موردا

فقلا وناذا تنكرين من الَّذي ... ترين وقد فارقت حتَّى محمَّدا

فكلُّ جوًى دون الَّذي بي من الجوى ... عليه وإن أظهرت عنه تجلُّدا

يرمون إطفاء الَّذي بي عذَّلي ... ألا إنَّه بالعذل زاد توقُّدا

إذا خطرت لي سلوةٌ عنه صدَّني ... غرامٌ بقلبي قد أقام واقعدا

أحنُّ إلى من جاء يخبر أنَّه ... رآه وأرعاها عليَّ له يدا

لئن كانت الأشواق تجري لغاية ... فشوقي إليه ليس يجري إلى مدى

وإنَّ سروري طالقٌ بعد بعده ... سوى ما أمنِّي القلب من قربه غدا

إلى أن أرى فوق الجمال جماله ... وأسمع حادي البين بالوصل قد حدا

وأنشدني لنفسه؛ يرثي شيخه الموفق عبد الله بن أحمد المقدسي: [من الطويل]

ألا ما لوجه المكرمات ملفَّع ... وما لعيون الدِّين تدمى وتدفع

وما لمغني الفقه أقوت فأصبحت ... معطَّلةً اركانها تتضعضع

وما بال نجم العلم ليس بناجمٍ ... وما بأل شمس الشَّرع لا تتشعشع

وما لصبا نجد صبت عن مهبِّهاً ... وما بأل نشر المسك لا يتضوَّع

/١٣٣ أ/ وما للورىً سكرى ولم يشربوا طلاً ... وما لغيوم الهمِّ لا تتقشَّع

ويا قوم ما للشمس أظلم ضوؤها ... وما لجبيت البجر أيضاً مبرقع

<<  <  ج: ص:  >  >>