للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدني لنفسه من فاتحة كتاب إلى صاحب له اسمه يحيى بن سلامة:

قلت للقائلين جهلاً بحفظي ... حرمة الودِّ والإخاء سلامه

كيف أنسى يحيى وأسلو هواه ... وهو لي إن ألمَّ خطبٌ سلامه

ولو أنِّي أعطيت ما أتمنَّى ... لتمنَّيت أن أرى ابن سلامه

وأنشدني أيضاً لنفسه ابتداء كتاب كتبه إلى نجم الدين الفتح المغربي:

[من الطويل]

ترى منزلي من قلبه لاعدمته ... على بعده أو قربه من ثوى به

/١٣١ ب/ رجوت بودِّي منه أعاف ودِّه ... ولم أدر أنَّ الهجر بعض ثوابه

ومن عجب أنِّي أضلَّ عن المنى ... وأنت لنا نجمٌ وفتحٌ لبابه

وظنِّي أنَّ الحبَّ مازال بالنَّوى ... وإن حال قشر الهجر دون لبابه

وأنشدني لنفسه ما كتبه إلى ولده أبي الفضائل محمد ... حمراء: [من الوافر]

كتبت بما يشابه دمع عيني ... عليك إليك يا نظري وسمعي

لعلَّك أن ترقَّ لسوء حالي ... إذا نظرت عيونك شبه دمعي

وأنشدني لنفسه ما كتبه إلى صاحب له: [من الخفيف]

إنَّ شوقي إليك يا ناصح الدِّين على القرب والبعاد يزيد

ما على فرط ما لديَّ من الوجد وإن قلَّ في هواك مزيد

إنَّ يوماً أراك فيه سليماً ... ول أنِّي أموت فيه سعيد

وعزيزٌ عليًّ أن يذهب العمر ومن اشتهيه منِّي بعيد

وأنشدني لنفسه، وقد فارق محمداً وأخوته: [من الكامل]

/١٣٢ أ/ قف بالدَّيار إذا مررت مسلِّماً ... وأبك الأحبَّة حسرةً وتندُّما

واستخبر الأطلال أين ترحَّلوا ... فعسى تخبِّر عنهم ولعلَّما

لا يوحشنَّك سوء منظرها فقد كانت وكان بها السرور مخيَّما

أيامنا ما كان أطيب عيشنا ... الخالي بمن نهوى بها وألذَّ ما

قل: يا منازل أين أهلك، أين من ... كنت السّماء لهم وكانوا أنجما؟

<<  <  ج: ص:  >  >>