حفظ القرآن العزيز على الشيخ مبارك بن إسماعيل الحرّاني، وقرأه بالروايات المنقولة عن العشرة –رضي الله عنه- ببغداد على أبي البقاء عبد الله بن الحسين /١٣٠ ب/ النحوي، وسمع الحديث الكثير على الإمام أبي محمد عبد الله بن أحمد المقدسي، وأخذ الفقه على المذهب الأحمدي –عنه أيضاً- وقرأ عليه كثيراً من كتبه الفقهيّة وغيرها.
قدم الموصل في شوال سنة ثلاث وعشرين وستمائة، ونزل بدار الحديث المهاجريَة بباب سكّة أبي نجح التي أنشأها أبو القاسم علي بن مهاجر بن علي الموصلي؛ وهو يسمع بها أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يفيد الناس، وصنف عدّة مصنفات منها: كتاب "القمر المنير في علم التفسير"، وكتاب "أسنى المواهب في أحاديث المذاهب"، وكتاب "المنتصر في شرح المختصر" في الفقه، شرح به مختصر الحرقي، وكتاب "عقود العروض"، وكتاب "المشرع الصافي من المين في مصرع الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين –عليه السلام-".
وهو فقيه محدّث شاعر فاضل، ذو قريحة في المنظوم والمنثور، أجازتي جميع رواياته ومصنفاته ومقولاته.
وأنشدني لنفسه بالموصل سنة ثلاثين وستمائة:[من الخفيف]
/١٣١ أ/ إنَّما هذه الحياة متاعٌ ... فلجزها بالزُّهد من فيه عقل
فطر العارف اللّبيب معنَّى الفكر فيها فلم يعرَّنه عقل
كم فتيل لها بسيف غرورٍ ... لا قصاصٌ فيه ولا فيه عقل
هى أحبولةٌ ولذَّاتها الحبُّ إذا رمته أصابك عقل
من عقل البعير، وهو أن يشدَّ وظيفه إلى ذراعه.
فهب العمر كلَّه في سرورٍ ... ونعيمٍ اليس عقباه عقل