للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكأنَّما الساقي يطوف بكأسه ... بدر الدُّجى والكفُّ منه كوكب

بكرٌ بها نقع الغليل ومعجب ... نقع الغليل بجذوة تتلهَّب

يفتضٌّها ماء الغمام ويا له ... عجباً غداة الدَّجن وهو لها أب

حمراء حاربنا الصُّروف بصرفها ... فزجاجها يدم الهموم مخضَّب

والقطر نيلٌ والغدير سوابغٌ ... موضونةٌ والبرق سيف مذهب

وكتب عند وصول البشير إلى الأجل صفي الدين أبي الفتح نصر بن القابض؛ يهنثه

ويشكره على حسن عنائه, وكان قد كثر الإرجاف على الملك الناصر /١٥٠ ب/ صلاح

الدين يوسف بن أيوب ـ رضى الله عنه -: [من الكامل]

سر الحسود بما أساء وأرجفا ... والله مما كنت خائفة كفى

بعث الشفاء إلى الزمان وأهله ... من بعد ما كانوا وكان على شفا

وافى البشير فكان كل مؤمل ... لقياه يعقوباً ويوسف يوسفا

أهدى السرور إلى القلوب كتابه ... عظمت به النعمى وكان ملطفا

نباأهو الماء الزلال أتى على ... ظمأ فأطفا لوعةً وتلهُّفا

من كإبن أيوب ومن كصفيه ... نصر إذا ما النصر أعوز والصَّفا

لسما سمو الشمس في صدر الضُّحى ... وفللت بالعزم الحسام المرهفا

وكلآكما محيي السَّماح وقد ثوى ... ومثبِّتٌ حلم الزمان وقد هفا

أعطى ومن على المسيء بعفوه ... عنه فأنشر حاتما والآحنفا

ففدى صلاح الدين كلُّ متوجٍ ... كالنجم يفدي الشمس من أن تكسفا

وبقيت تعضده وتحمي سرب دولته إذا خطب أغدَّ وأوجفا

فلقد ذوى روض الثَّناء كأهله ... فأعدته بندى يديك مفوفا

وصفا معين الرفد فهو مصفق ... وحلفت لولا راحتاك لما صفا

/١٥١ أ/ وسواك إما جدَّ جدَّ تصنعا ... منه وإما جاد جاد تكلفا

حطت البلاد وما سللت لحفظها ... سيفا ورعت وما هززت مثقَّفا

بخلائق غيد وبأس تحتها ... خشن كما نبع الزلال من الصفا

<<  <  ج: ص:  >  >>