للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الباب الخامس عشر: في استحباب التعزية لأهل المصيبة والدعاء لميتهم]

يقال: عزى الرجل عزاء: إذا صبره على ما نابه، والتعزية: التصبر، وعزيته: أمرته بالصبر، والعزاء ـ بالمد ـ اسم أقيم مقام التعزية، ذكره النووي.

وقال الأزهري: أصل التعزية: التصبر لمن أصيب بمن يعزى عليه.

وقال غيره: التعزية التسلية، وهو أن يقال له: تعزى بعزاء الله، وعزاء الله قوله تعالى: {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} .

ومعنى قوله: تعزى بعزاء الله، أي: تصبر بالتعزية التي عزاك الله تعالى بها، كما في كتابه.

أو يقال: لك أسوة في فلان، فقد مضى حميمه وأليفه، فحسن صبره.

وأصل العزاء: الصبر، والله أعلم.

«عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله عز وجل من حلل الكرامة يوم القيامة» .

رواه ابن ماجة، وصححه الشيخ، وقال: رواته كلهم ثقات.

«وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: من عزى مصاباً فله مثل أجره» .

ورواه ابن ماجة، والترمذي، وقال: لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث علي بن عاصم، وذكر أنه روي موقوفاً، وعلي بن عاصم ضعف.

«وعن أبي برزة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عزى ثكلى كسي برداً في الجنة» .

قال الترمذي: إسناد هذا الحديث ليس بالقوي.

<<  <   >  >>