قال بعض السلف: البلاء يصبر عليه المؤمن والكافر، ولا يصبر على العافية إلا صديق.
وأما النوع الثاني: فأما الطاعة، فالعبد يحتاج إلى الصبر عليها، لأن النفس بطبعها تنفر عن كثير من العبادات إلا من وفقه الله، وتبين ذلك بالصلاة، طبع النفس فيها الكسل وإيثار الراحة، والزكاة فطبع النفس فيها الشح والبخل، وأما الصوم فطبع النفس بمحبة الفطر وعدم الجوع، وعلى هذا فقس، فهو محتاج إلى الصبر في جميع ذلك، والله أعلم.
ومن هذا الباب قول عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: ابتلينا بالضراء فصبرنا، وابتلينا بالسراء فلم نصبر.
فصل: في مشقة الصبر على السراء أيضاً
وإنما كان الصبر على السراء شديداً مشقاً على النفس، لأنه مقرون بالقدرة على ما تشتهيه النفس وتميل إليه، لأن الجائع، عند عدم الطعام، أقدر منه على الصبر عند حضوره، وكذلك الشبق، عند غير المرأة، أصبر منه عندحضورها وكذلك العطشان الشديد، العطش عند عدم الماء، أصبر منه عند وجوده.
[فصل ـ في التحذير من فتنة المال والأزواج والأولاد]
وقد حذر الله سبحانه وتعالى، عباده المؤمنين، في كتابه العزيز، من فتنة المال، ومن فتنة الأزواج، ومن فتنة الأولاد، فقال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله} .
وقال تعالى:{إنما أموالكم وأولادكم فتنة} .
وقال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم} وليس المراد من هذه العداوة، ما يفهمه كثير من الناس، أنها