قال أبو عمر بن عبد البر: هكذا رواه القعنبي ويحيى بن يحيى، عن مالك.
وقال الآخرون: عن مالك باسناده عن أبي النصر.
قال: وهذا مجهول في الصحابة والتابعين.
انتهى كلامه.
قلت: كذا قال ابن عبد البر، وليس بمجهول كما قال، فإن مسلم رحمه الله قال: في كتاب الكنى والأسامي: أبو النضر عبد الأعلى بن هلال السلمي عن عرباض بن سارية، وروى عنه عامر بن خصيف، فهو تابعي.
وروى إسماعيل بن يحيى التيمي، «عن موسى الجهني، عن مجاهد، عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قدم ثلاثة من ولده صابراً محتسباً، حجبوه ـ بإذن الله ـ من النار» .
وروى البخاري في تاريخه من طريق أبان بن صمغة، «عن ابن سيرين، حدثتنا حبيبة خادمة عائشة، أنها كانت في بيت عائشة قاعدة، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما من مسلمين، يموت لهما ثلاثة أطفال، إلا أدخلها الله الجنة» .
وفي الأربعين لنصر بن عبد الرزاق: ذكر «عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمن بن سمرة، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني رأيت البارحة عجباً، رأيت رجلاً من أمتي، قد احتوشته ملائكة، فجاءه وضوءه فاستنقذه، ورأيت رجلاً من أمتي، خف ميزانه، فجاءه أفراطه فثقلوا ميزانه» وهومقتطع من حديث طويل يأتي.
«وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دفن من صلبه ثلاثة من الولد، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين» رواه بسنده الحافظ ابن عساكر.
قلت: وهذه الأحاديث ـ على اختلاف ألفاظها واتفاق معانيها غالباً، وسيأتي بعد ذلك ما هو مثلها، وما هو أتم وأبين إن شاء الله ـ كلها تدل على أنها وقعت من النبي صلى الله عليه وسلم في مجالس متعددة، ويدل على اهتمامه واعتنائه ورحمته وشفقته بأمته، إذ كل حديث من هذه الأحاديث، فيه تسلية للأمة عن أولادها،