إنَّما نزلهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنَّه كان أسمَحَ لخُروجِه إذا خرجَ)) [أخرجَ جميع ذلك البُخاريُّ ومسلمٌ] .
قاعدة التروك النبويَّة
التُّروكُ النَّبويَّةُ تُقابلُ الأفعالَ، وهي أنواعٌ:
١ـ تركُ المحرَّمِ، وهذا ظاهرٌ.
٢ـ تركُ المكروهِ تشريعًا، كما في تركهِ - صلى الله عليه وسلم - مُصافحَةَ النِّساءِ في البيعةِ وتقدَّم التَّمثيلُ به في قسم (المكروه) من أقسامِ (الحُكمِ التَّكليفِيِّ) .
٣ـ ترك المكروهِ طبعًا، كما في كراهته - صلى الله عليه وسلم - أكلَ الضَّبِّ.
فعن خالدِ بن الوليدِ رضي الله عنهُ: أنَّه دخلَ معَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيتَ ميمونَةَ، فأُتي بضبٍّ محنوذٍ، فأهوى إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدِهِ، فقال بضُ النِّسوةِ: أخبرُوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما يُريدُ أن يأكُلَ، فقالوا: هوَ ضبٌّ يا رسول الله، فرَفَعَ يَدَهُ، فقلتُ: أحرامٌ هوَ يا رسول الله؟ فقالَ:((لاَ، ولكنْ لم يكُن بأرضِ قومِي، فأجِدُني أعافُهُ)) ، قال خالدٌ: فاجتررتُهُ فأكلتُه ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظرُ [متفقٌ عليه] .
٤ـ أن يتركَ - صلى الله عليه وسلم - الشَّيءَ الحقِّ الغيرِ، كما في تركِهِ أكلَ الثُّوم والبصلِ في جميعِ الأحوالِ لحقِّ الملائكَةِ.