للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هناك في الأيام القادرية ووزر للأمير قرواش أمير بني عقيل ووزر لابن مروان صاحب ديار بكر وكان مستقلاً بصناعتي الكتابة والانشائية والحسابية وحين مرض وأشفي وصى بحمل تابوته إلى الكوفة ودفنه في المشهد بها وفعل به ذلك. ثم تغير الحاكم لمنصور بن عبدون فنكبه وقتله وقلد مكانه زرعة بن نسطورس الوزير ولقبه بالشافي وذلك في سنة ٣٩٧ ووردت الأخبار بالوقعة الكائنة بين الفضل صاحب الحاكم وبين أبي ركوة الخارج عليه وظفر الفضل به وأخذه وحمله إلى القاهرة وشهره بها وقتله فيها. وقيل أن أبا ركوة لقب عليه بركوة كانت معه في أسفاره على مذهب الصوفية واسمه الوليد أموي من أولاد هشام بن عبد الملك بن مروان ولنبوته في ذلك شرح يطول إلا أن أبا ركوة هذا لما انهزم في الوقعة قصد صاحب النوبة وتردد من الحاكم إليه بسبب مراسلات إلى أن أنفذه إليه مع أصحابه وأنفذ معه صاحباً له بهدايا إلى الحاكم وتسلم أبا ركوة أخو الفضل وحمله إلى أخيه الفضل فسار وكان الفضل يقبل يد أبي ركوة ويعظمه تأنيساً لئلا يقتل نفسه قبل إيصاله وأنزله في مضاربه وأخدمه نفسه وأصحابه وكتب الحاكم بخبر حصوله ووصوله. وكان الفضل يدخل عليه في غداة كل يوم إلى خركاة قد ضربت له في خيمه ويصبحه ويقبل يده ويقول له: كيف مولاي؟ فيقول: بخير يا فضل أحسن الله جزاك. ويحضره شراباً فيشرب بين يديه ثم يناوله إياه ويفعل مثل ذلك في طعامه إلى أن وصل إلى الجيزة. فلما حصل بها راسله الحاكم بأن يعبر هو والعسكر الذي معه وينزل على رأس الجسر ويصل هو إلى القاهرة ففعل ذاك