إليه من التودد والاكرام لما يريد الله تعالى من اسعاد جده واظهار سعده فارتضى الحاكم مذهبه في الخدمة وزاد في واجبه وقوده وسيره مع سديد الدولة ذي الكفايتين الضيف في العسكر إلى الشام في سنة ٤٠٦ ودخل إلى البلد دمشق ولقي مولاه القائد دزبر فترجل له وقبل يده وصار يتودد إلى الكبير والصغير ونزل في دار حيوس بحضرة زقاق عطاف ثم عاد إلى مصر وجرد إلى الريف في السيارة ثم عاد إلى مصر ولزم الخدمة بالحضرة ولزم بعلبك والياً عليها وحسنت حاله فيها وانتشر ذكره بها وصادق ولاة الأطراف وكاتب عزيز الدولة فاتكاً والي حلب وهاداه ولقب منتجب الدولة وورد الأمر عليه بالمسير إلى الحضرة فلما بلغ العريش وصله النجاب بالسجل بولاية قيسارية والأمر بالعود إليها فشق ذلك عليه وقال: انقل من ولاية بعلبك إلى ولاية قيسارية. وكان من حسن سياسته فيها وجميل عشرته لأهليها وحمايته لها ما ذاع به ذكره وحسن به صيته وكثر شكره. وورد الخبر بقتل فاتك والي حلب سنة ٤١٢ قتله غلام له هندي قد رباه واصطفاه وتوثق به واجتباه كذا وهو نائم عقيب سكره بسيفه وعمل فيه شاعره المعروف بمفضل بن سعد قصيدةً رثاه بها وذكر فيها من بعض أبياتها