للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشام، ومعه جمع عظيم، فلما رأى ذلك المعز استعظم الأمر، وتحير وارتبك في أمره، فجمع حاشيته ووزراءه (*) ] . (١)


(*) نهاية المستدرك من مختصر تاريخ ثابت، حيث تتطابق المعلومات بعد ذلك.
(١) نهاية سقط من أول الكتاب مقداره أربع عشرة ورقة.
قال معد الكتاب للشاملة: ما سبق استدركه المحقق (د / سهيل زكار) من مختصر تاريخ ابن ثابت
وقد جاء - بدلا منه - في نسخة المستشرق هـ. أمدروز (حققه ونشره سنة ١٩٠٨ لحساب مؤسسة برل في ليدن هولنده، وقد طبع نصه في بيروت في مطبعة الآباء اليسوعيين) ، ما يلي:
[وقال الشيخ أبو المظفر يوسف سبط ابن الجوزي في تاريخه مرآة الزمان في ترجمة السنة الحادية والستين بعد الثلاثمائة أن من ها هنا نبتدي بشي مما ذكره أبو الحسين هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابي وأنه قال: إن في جمادى الآخرة ورد الخبر بأن أبا علي الحسن بن أبي منصور أحمد القرمطي سار إلى مصر ونزل بعين شمس وجرت بينه وبين جوهر القائد وقعة وكان الاستظهار فيها لجوهر وانهزم القرمطي. قال ابن الصابي: لما دخل جوهر مصر سنة ٣٥٨ ووطأ الأمور للمعز وأقام له الخطبة سير القائد جعفر بن فلاح إلى الشام فاسر الحسن بن عبيد الله بن طغج وبعث به إلى مصر ولما نهب الرملة قصده النابلسي الزاهد واستكف جعفر عن النهب فكف. ثم استخلف ابنه على الرملة وسار إلى طبرية وبلغه أن ابن أبي يعلي الشريف وهو أبو القاسم إسماعيل قد أقام الدعوة بدمشق للمطيع فسار إلى دمشق فعصوا عليه وقاتلوه فظهر عليهم وهرب ابن أبي يعلي إلى البربر وجئ به إليه فأحسن إليه وبعث به إلى مصر مع جماعة من الأحداث الذين قاموا معه. وعرف القرامطة استيلاء المغاربة على الشام وأخذهم ابن طغج فانزعجوا من ذلك لما يفوتهم من المال الذي كان قرره ابن طغج لهم وهو في كل سنة ثلاثمائة ألف دينار فبعثوا أبا طريف عدي بن محمد بن المعمر صاحبهم إلى عز الدولة بختيار والوزير يومئذ أبو الفرج محمد بن العباس ابن فسانجس يطلبون المساعدة على المغاربة بالمال والرجال فاستقر أن عز الدولة يعطيهم ألف ألف درهم وألف جوشن وألف سيف وألف رمح وألف قوس وألف جعبة وقال: إذا وصل أبو علي لجنابي إلى الكوفة حمل إليه جميع ذلك. ولما وصل الجنابي إلى الكوفة وكان في عدد كثير من أصحابه ومن الأعراب فبعثوا إليه بالمال والسلاح وسار يريد الشام. وبلغ جعفر بن فلاح خبرهم فاستهان بأمرهم ثم لم يشعر بهم حتى كبسوه بدمشق بمكان يقال له الدكة فقتلوه واحتووا على سواده وأمواله وكراعه وملك أبو علي دمشق وأمن أهلها وأحسن السيرة فيها وغلب على الشام واجتمعت إليه العرب وسار إلى الرملة وبها سعاد بن حبان فخرج إلى يافا وتحصن بحصنها. ودخل أبو علي الرملة وقتل من وجد من المغاربة ثم رحل طالباً مصر وخلف بالرملة أبا محمد عبد الله بن عبيد الله الحسني ومعه دغفل بن الجراح الطائي وجماعة من الاخشيدية والكافورية وجاء فنزل عين شمس على باب مصر واقتتلوا أياماً وظهر القرمطي على المغاربة وقتل منهم زها خمسمائة رجل وغنم أموالهم وأسلحتهم ودوابهم. فلما كان يوم الأحد لثلاث خلون من ربيع الأول وقف الهجري على الخندق والمغاربة من ورائه ونشبت الحرب واقتتلوا إلى العصر فخرجت المغاربة من الخنادق وحملوا على الهجري فاندق عسكره لا يلوى على أحد وجعل يردهم وهم منهزمون فما وقفوا إلى الرملة وظن جوهر أن هزيمة القرمطي مكيدة فلم يتعرض لما كان في عسكره إلى ثلاثة أيام حتى تحقق الخبر فاستولى على الجميع. ونادى جوهر في الاخشيدية فاجتمعوا فعمل لهم طعاماً وحلف لهم على المصافاة ثم قبضهم وقيدهم وحبسهم وكانوا ألفاً وثلاثمائة مقاتل. وقال القرمطي في هذه الوقعة:
زعمت رجال العرب إني هبتها ... فدمي إذاً ما بينهم مطلول
يا مصر إن لم أسق أرضك من دمٍ ... يروي ثراك فلا سقاني النيل
وقال:
زعموا أنني قصير لعمري ... ما تكال الرجال بالقفزان
إنما المرء باللسان وبالقل ... ب وهذا قلبي وهذا لساني
ثم عاد الهجري إلى بلده وتفرقت الأعراب في البرية]