للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم رفع إلى أمير المؤمنين الخليفة المسترشد بالله رقعةً عند مصيره إلى بغداد ومهاجرته إلى الباب الأماملي المسترشدي والسلطاني الغياثي يذكر فيها حال مواضع دائرة في عمل دمشق وحصص عامرة وأرض معطلة لا مالك لها ولا فائدة في عطلتها ولا انتفاع لخاصي ولا عامي بشيء منها لدثورها ودروس معاملها ورسومها واستأذنه في بيعها ممن رغب فيها ويؤثر عمارتها للانتفاع بريعها وغلتها وصرف ما يحصل من ثمنها في الأجناد المرتبين للجهاد فأذن له في ذلك أذناً تاماً مؤكداً أباحه له وأمضاه لمن يملكه بالابتياع منه وأحله وأطلقه ووقع بذاك على ظهر الرقعة بالأمضاء وإبطال التأول فيه والتحذر من إبطال شيء من حكمه أو التجاوز لرسمه ووكد بالعلامة الشريفة الأمامية المسترشدية التي قبلها منه وتقلدها عنه وأشهد عليه بذلك الشهود المعدلين وأمضى البيع في ذلك لمن رغب فيه فعمرت عدة ضياع يباباً خالية وعلى عروشها خاوية وأرض عافية لا انتفاع بها ولا فائدة لأحد فيها فأجريت عيون مياهها وأعيدت إلى أجمل عاداتها وظهرت منها الخيرات وعمت بذلك الميامن والبركات ودامت له الدولة ولمن بعده ببركات هذه الأفعال الحميدة والنية الجميلة وحسنت لهم العقبى في الولد والأسرة والأهل والجملة وحصل له الذكر الجميل في الآفاق والأقطار والأمصار والثناء الطيب الحسن الآثار ومضى لشأنه سعيداً عزيزاً حميداً على ظهر فراشه لا يرد له أمر ولا يخالف له قول ولا يتجاوز له حكم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم