فاجتمع إليهم سائر من حوته بلادهم من الرها وانطاكية وطرابلس والساحل ووصلهم في البحر ملك كند هو الذي قام مقام بندوين الهالك في الافرنج ومعه خلق كثير فاجتمعوا ونزلوا على بانياس وخيموا عليها وشرعوا في تحصيل المير والأزواد للإقامة وتواترت الحكايات عنهم ممن شاهدهم وأحصى عددهم إنهم يزيدون على ستين ألفاً فارساً وراجلاً وأكثرهم الرجالة فلما عرف تاج الملوك ذلك من عزمهم تأهب لهذا الأمر وصرف همه إلى الاستكثار من العدد والسلاح وآلة الحرب وما يحتاج إليه من الآلات التي يحتاج إليها لتذليل كل صعب وكاتب أمراء التركمان على أيدي رسله المندوبين إليهم بالاستنجاد والاستغاثة بهم وبذل من المال والغلال ما بعثهم على المبادرة إلى اجابة ندائه والسرعة إلى دعائه ووصل إليه من طوائفهم المختلفة الأجناس كل ذي بسالة وشدة مراس راغبين في أداء فريضة الجهاد ومسارعين إلى غزو الكفرة والأضداد وأطلق ما يحتاجون إليه لقوتهم وقضيم خيولهم ورحل الملاعين عن بانياس طالبين دمشق على أناة وترتيب ونزلوا على جسر الخشب والميدان المعروف المجاور له في.... من ذي القعدة سنة ٥٢٣ وخيموا هناك وأصبح العسكر خرج من دمشق وانضم إليه التركمان من منازلهم حول البلد والأمير مرة بن ربيعة في العرب