الواصلين معه وتفرقوا كراديس في عدة جهات ووقفوا بإزائهم لتخرج منهم فرقة فيسارعوا إليها ويزحفوا فيبادروا إلى لقائهم فلم يخرج منهم فارس ولا ظهر راجل بل ضموا أطرافهم ولزموا مخيمهم وأقام الناس على هذه الصورة أياماً يتوقعون زحفهم إلى البلد فلا يشاهد منهم إلا تجمعهم وإطافتهم حول مخيمهم وبريق بيضهم وسلاحهم وكشف خبرهم وما الذي أوجب تأخرهم عن الزحف وتلومهم فقيل إنهم قد جردوا أبطال خيلهم وشجعان رجالهم للمصير مع البغال إلى حوران لجمع المير والغلال التي يستعان بمثلها على الاقامة والنزال وإنهم لا حركة لهم ولا قوة بهم إلى عود المذكورين
فلما عرف تاج الملوك هذه الحال بادر بتجريد الأبطال من الأتراك الدمشقيين والتركمان الواصلين والعرب القادمين مع الأمير مرة وأضاف إليهم الأمير سيف الدولة سوار في عسكر حماة وقرر معهم نهوضهم آخر يومهم والجد في السير عامة الليل ووصولهم عند الصباح إلى ناحية براق لأن تقدير وصول الملاعين عند عودهم من حوران إلى ذلك المكان. فسارعوا إلى العمل بما مثل لهم وأصبحوا في ذلك المكان وهم على غاية من الكثرة والمنعة ومعهم سواد عسكرهم بأسره في عدد لا يحصى كثرةً فهجموا عليهم فلم يتكامل ركوبهم إلا وقد قتل منهم جماعة بالنشاب وضربوا مصافاً ووقفوا قطعةً واحدةً وحمل عليهم المسلمون فثبتوا