وفي هذه السنة عرض لكريم الملك أبي الفضل أحمد بن عبد الرزاق وزير شمس الملوك مرض حاد لم يزل به إلى أن توفي إلى رحمة الله في يوم الأحد الحادي والعشرين من ذي الحجة منها فحزن له الناس وتفجعوا بوفاته وتأسفوا عليه بحسن طريقته ومشكور أفعاله وحميد خلاله وكان محباً للخير متمسكاً بالدين مواظباً على تلاوة القرآن العظيم وفي صفر من السنة نهض صاحب بيت المقدس ملك الافرنج في خيله إلى أطراف أعمال حلب ووصل إلى موضع يعرف بنوار فنهض إليه الأمير سوار النائب في حلب في عسكر حلب وما انضاف إليه من التركمان فالتقوا وتحاربوا أياماً وتطاردوا إلى أن وصلوا إلى أرض قنسرين فحمل الافرنج عليهم فكسروهم كسرةً عظيمةً قتلوا فيها من المسلمين تقدير مائة فارس فيهم جماعة من المقدمين المشهورين المذكورين وقتل من الافرنج أكثر من ذلك ووصل الفل إلى حلب وتم الافرنج إلى قنسرين ثم إلى المقاومة ثم إلى نقرة الأحرين كذا فعاود الأمير سوار النهوض إليهم من حلب في من بقي من العسكر والأتراك فلقوا فريقاً من الافرنج فأوقعوا به وكسروه وقتلوا منه تقدير مائة فارس فانكفت الافرنج هزيماً نحو بلادهم وعاد المسلمون برؤوس القتلى والقلائع إلى حلب فانجلت تلك الغمة بتسهل هذه النعمة. ووصل الملك إلى انطاكية وانتهى إلى سوار خبر خيل الرها فنهض الأمير