إلى أن أمسكوه فلما أحضروه إلى شمس الملوك وقرره وسأله: ما الذي حملك على هذا الفعل. فقال: لم أفعله إلا تقرباً إلى الله تعالى بقتلك وراحة الناس منك لأنك قد ظلمت المساكين والضعفاء من الناس والصناع والمتعيشين والفلاحين وامتهنت العسكرية والرعية. وذكر جماعةً من الغلمان أبرياء أوقعهم في التهمة بأنهم وافقوه على هذا فقبض عليهم وأضافهم إليه وقتل الجميع في الحال صبراً. ولامه الناس على ذلك حيث قتل هؤلاء الغلمان بقول هذا الجاني من غير بينة قامت ولا دلالة ظهرت ولم يكفه قتل من قتل ظلماً حتى اتهم أخاه سونج بن تاج الملوك فقتله وهو كبيره أشنع قتلة بالجوع في بيت وبالغ في هذه الأفعال القبيحة والظلم ولم يقف عند حد وفي يوم السبت الرابع من جمادى الأولى من السنة وصل أثير الملك أبو علي الحسن ابن اقش رسولاً من الدار العزيزة النبوية المسترشدية وعلى يده برسم شمس الملوك التشريف الامامي المندوب لإيصاله إليه وإفاضته عليه ووردت المكاتبات على يده عن الوزير شرف الدين أبي القسم علي بن طراد النقيب الزينبي وزير الخليفة وكان معزولاً عن الوزارة فأعيد إليها في شهر ربيع الأول سنة ٥٢٨ وصرف عنها الوزير شرف الدين أنوشروان بن خالد صرفاً جميلاً وفي هذه السنة وردت الأخبار من ناحية مصر بالخلف الحادث بين ولدي الامام الحافظ لدين الله أبي الميمون عبد المجيد أمير المؤمنين أبي علي الحسن ولي عهد المسلمين وأخيه أبي تراب حيدرة ابني الحافظ واقتسام الأجناد فرقتين أحدهما مائلة إلى مذهب السنة وأهله والاخرى إلى مذهب