الاسماعيلية وحزبه واستعار نار الحرب بينهما واستظهار حزب السنة على حزب الاسماعيلية بحيث قتل منهم خلق كثير وكان أكثر القتل في الريحانية والسودان واستقام الأمر بعده لأبي علي الحسن وتتبع من كان ينصر مذهب الاسماعيلية من المقدمين والدعاة ومن يجري مجراهم فأبادهم بالقتل والتشريد وصلحت الأحوال واستقامت أمور الأعمال بعد الاضطراب والاختلال وورد كتاب الحافظ لدين الله إلى شمس الملوك بهذه الحال في أواخر ذي الحجة من السنة بما تجدد عنده من هذه النعمة
وفي ذي القعدة من السنة انتهت الأخبار إلى شمس الملوك من ناحية الافرنج باعتزامهم على نقض المستقر من الهدنة وقبيح الموادعة المستمرة وتأهبهم للجمع والاحتشاد وقصد الأعمال الدمشقية بالعيث والفساد فحين عرف شمس الملوك هذه الحال شرع في جمع الرجال واستدعى التركمان من جميع الأعمال واتصل به نهوض الافرنج إلى ناحية حوران فبرز في العسكر وتوجه إليهم وخيم بإزائهم وشرعوا في اخراب أمهات الضياع الحورانية ووقع التطارد بين الفريقين. وكان الافرنج في جمع كثيف من الخيل والرجل بحيث حصروهم في منزلهم لا يخرج منهم فارس ولا راجل إلا رشقته السهام واختطفه الحمام وأقامت المناوشة بين الفريقين عدة أيام ثم أغفلهم شمس الملوك ونهض في فريق وافر من العسكر وهم لا يشعرون وقصد بلادهم عكا والناصرية وما جاورهما وطبرية وما والاها فظفر بما لا يحصى كثرةً من المواشي والعوامل والنسوان والصبيان والرجال وقتل من صادفه وسبى من ظهر له وأحرق ما وجده وامتلأت أيدي التركمان من غنائمهم. واتصل الخبر بالافرنج فانخذلوا وقلقوا وانزعجوا وأجفلوا في الحال من منزلهم طالبين أعمالهم وعرف شمس الملوك ذاك