فانكفأ إلى مخيمه على طريق الشعراء سالماً في نفسه وجملته ظافراً غانماً. ووصل الافرنج إلى أعمالهم فشاهدوا ما حل بها ونزل بأهلها من البلاء فساءهم ذاك وفت في أعضادهم وانفلت شكتهم وانقصفت شوكتهم وتفرق شملهم وذلوا وطلبوا تقرير الصلح بينهم وعاد شمس الملوك إلى دمشق مسروراً في آخر ذي الحجة من السنة وفيها وردت الأخبار باجتماع الأمير عماد الدين أتابك والأمير حسام الدين تمرتاش ابن ايل غازي بن ارتق على بلاد الأمير داود بن سكمان بن ارتق ونهض إليهما في عسكره والتقى الفريقان على باب آمد فانهزم داود وانفل عسكره وأسر بعض أولاده وقتل جماعة من أصحابه وذلك في يوم الجمعة سلخ جمادى الآخرة ونزل على آمد وحصرها وقطع شجرها ولم يحصل منها على طائل فرحل عنها ووردت الأخبار بأن عماد الدين أتابك نزل على القلعة المعروفة بالصور وضايقها وافتتحها في رجب من السنة. وفيها ورد الخبر من ناحية بغداد بوقوع النار في بعض محالها فاحترق الخان المشهور بمخازن التجار وكثير من الأسواق وتلف للتجار الحاضرين والغائبين من جميع الجهات ما لا يحصى من أموالهم وبضائعهم. وفيها ورد الخبر بأن عماد الدين أتابك استوزر ضياء الدين أبا سعيد الكفرتوثي وهو مشهور بحسن الطريقة والكفاية وحب الخير والمقاصد السديدة والمذاهب الحميدة. وفيها وردت الأخبار من ناحية العراق بوفاة السلطان طغرل بن السلطان محمد بن ملك شاه رحمه الله.