وقال قوم من أصحاب السلاح بالضد فقالت المشايخ: نحن نفتح هذا الباب وإن جرى أمر مكروه عند دخول المغاربة وغيرهم أو ثارت منه فتنة كنتم أنتم أصل ذلك وسببه. ثم انهم فتحوه من وقتهم فلما شاهد المشايخ ذاك حاروا بين الفريقين وقال بعضهم لبعض: ما قال أبو محمود وما قال أهل الشرة وقد فتح الباب بأمركم ولسنا نأمن أمراً يكون من المغاربة فتكونوا أنتم السبب فيه. ففكروا في الخلاص من لائمة الفريقين واعملوا الراي فيما بينهم وقالوا: الصواب أن نأمرهم بسده. وكان ذلك منهم رأياً سديداً وتدبيراً. وجرى بين رجل من أكابر المغاربة ورجل من أهل الشرة منازعة بسبب صبي أراد المغربي أن يغلب عليه فرفع البلدي سيفه وضرب به المغربي فقتله في سوق البقل فغلظ الأمر واضطرب البلد وغلقت حوانيت الأسواق وثار العسكر بسبب المقتول فعند ذلك وجدت المشايخ الحجة في سد الباب لهذا الحادث وانتهى الخبر إلى القائد أبي محمود ففرق السلاح في أصحابه وثار أهل البلد وتأهبوا للمحاربة وأصبح العسكر منحدراً يريد باب الصغير وكان عندهم العلم بتفريق السلاح والاستعداد للحرب فتيقظ الناس فاحترزوا إلى حين ارتفع النهار وفتح الناس حوانيتهم وكان المعروف بابن المارود راس الأحداث قد عرف هو وأصحابه ان قصد العسكر باب الصغير لأجلهم وصاح الناس النفير وارتفعت الأصوات وتقدمت الرجالة وانتشروا في سوق الدواب وعبروا الجسر وطرحوا النار في الطاحون قبلي الجسر وانتشروا في الطريق والمقابر يشاهدون