على خروج أخيه تاج الملوك بهرام شاه بن تاج الملوك. ووافق ذلك وصول الرئيس بشر بن كريم بن بشر رسولاً من الامام المسترشد بالله أمير المؤمنين إلى عماد الدين أتابك بخلع أعدت له والأمر بالرحيل عن دمشق وترك التعرض لها والوصول إلى العراق لتولي أمره والتدبير له وأن يخطب للسلطان البارسلان المقيم بالموصل
ودخل الرسول المذكور والقاضي بهاء الدين ابن الشهرزوري إلى دمشق لتقرير الأمر ولإحكام القاعدة في الجمعة في الثامن والعشرين من جمادى الأولى فتقرر الأمر ووكدت الايمان وحضرا الجامع لصلاة الجمعة وخطب للسلطان البارسلان على المنبر بأمر أمير المؤمنين وعاد إلى العسكر الأتابكي وخرج بهرام شاه فأكرمه وأعاده على أجمل قضية ورحل في يوم السبت غد ذلك اليوم منكفئاً والقلوب قد أمنت بعد الوجل والنفوس قد سكنت بعد الاضطراب والوهل والشكر له متواصل والثناء عليه متكامل. فلما حصل بحماة أنكر على شمس أمراء الخواص واليها أمراً أظهر له منه وتزايد شكوى أهلها لأصحابه ونوابه فعزله عنها وقرر من رآه في ولايتها. وقد كان ظهر من الأمير شجاع الدولة بزواج ومعين الدين أنر من حسن السياسة في تدبير العسكرية والأجناد عند الترتيب في الحرب ما وافق الأعراض وطابق الاصابة والسداد بحيث شكرا وحمدت مقاصدهما وفي ذي القعدة منها وردت الأخبار من العراق باستشهاد الامام الخليفة المسترشد بالله أبي منصور الفضل بن المستظهر بالله أمير المؤمنين رحمه الله عليه ورضوانه