وفي رجب أيضاً نهض ابن صلاح والي حماة في رجاله إلى حصن الخربة فملكه
وفي شعبان منها ورد الخبر بأن عماد الدين أتابك بن اق سنقر توجه في عسكره من ناحية الموصل وقطع الفرات في العشر الأول منه ووصل إلى حمص وكان قد تقدمه إليها صلاح الدين في أوائل العسكر ونزلا عليها وضايقاها وفيها الأمير معين الدين أنر واليها فراسله في تسليمها فاحتج عليه بأنها للأمير شهاب الدين وإنه نائبه فيها فنصب الحرب عليها والمضايقة لها أياماً ولم يحظ منها بطائل فرحل عنها في العشرين من شوال من السنة ونزل على الحصن المعروف ببعرين لينتزعه من أيدي الافرنج. فلما عرفوا ذاك تجمعوا ونزلوا قريباً لحمايته ومعونة من فيه منهم فحين عرف عماد الدين خبرها كمن لهم كميناً والتقى الجمعان فانهزم فريق من الأتراك بين أيدي الافرنج وقتلوا منهم جماعة وافرة عند عودهم إلى منزل مخيمهم وظهر عليهم عماد الدين في من كمن لهم من الكمناء وأوقع الرجالة وملك الأثقال والسواد وحين قربوا من المخيم وشاهدوا ما نزل عليهم وحل بهم انخذلوا وفشلوا وحمل عليهم عسكر عماد الدين فكسرهم ومحقهم قتلاً وأسراً وحصل لهم من الغنائم الشيء الكثير من الكراع والسواد والأثاث وعاد عماد الدين إلى حصن بعرين. وقد انهزم إليه ملكهم كند اياجور ومن يجامعه من مقدمي الافرنج وهم على غاية من الضعف والخوف فنزل عليهم وحصرهم في الحصن المذكور ولم يزالوا على هذه الحال في المضايقة والمحاربة إلى أن نفد ما عندهم من القوت فأكلوا خيلهم وتجمع من بقي من الافرنج في بلادهم ومعاقلهم وانضموا إلى ابن جوسلين وصاحب انطاكية واحتشدوا