ووافق إن المعز لدين الله اعتل العلة التي قضى فيها محتوم نحبه وصار إلى رحمة ربه في سنة ٣٦٥ وكان مولده بالمهدية وعمره خمس وأربعون سنة ومولده سنة ٣١٩ ومدة أيامه في الخلافة ثلاث وعشرون سنة وستة أشهر وأمه أم ولد ونقش خاتمه بنصر العزيز العليم ينتصر الامام أبو تميم وكان عالماً فاضلاً شجاعاً جارياً على منهاج أبيه في حسن السيرة وانصاف الرعية ثم عدل عن ذلك وتظاهر بعلم الباطن ورد من كان باقياً من الدعاة في أيام أبيه وأذن لهم في الاعلان مذهبهم ولم يزل عن ذلك غير مفرط فيه إلى أن خرج من الغرب. وقام في منصبه من بعده ولده نزار أبو منصور العزيز بالله مولوده بالمهدية يوم الخميس الرابع عشر من المحرم سنة ٣٤٤
ولما عرف حال الحاجب الفتكين جهز إليه عسكراً كثيراً مع القائد جوهر المعري ويجري الأمر بينهم على ما هو مشروح في موضعه. واتفق خروج ابن الشمشقيق متملك الروم في هذه السنة إلى الثغور فاستولى على