النفوس. فما حفل بكلامه ولا أصغى إلى إشارته وتغافل عنه للأمر المقضي وأعان هذا الخارجي قوم من المقدمين على مرامه وحامى عنهثم عاد إلى السوس إلى جبل درن وكان يقول للناس: كلما قربتم من المرابطين وملتم إليهم كانوا مطاياكم إلى الجنة لأنهم حماة الدين والذابون عن المسلمين. ثم حمل المرابطين والملثمين وقد مال معه منهم الخلق الكثير والجم الغفير على محاربة الأمير علي بن يوسف ابن تاشفين وجمع عليه وحشد وقويت نفسه ونفوس من معه على اللقاء ومعهم أصحاب القوة والبسالة وشدة البأس والشجاعة ونشبت الحرب بين الفريقين وأريقت الدماء بين الجهتين ولم تزل رحى الحرب دائرة بينهم إلى أن كان بينهم في عدة سنين متوالية أربعة مصافات هائلةً منكرة قتل فيها من الفريقين ما قدر وحزر تقدير مائتي ألف نفس ولم تزل الحرب على ذلك مستمرة على هذه القضية الشنيعة والصفة الفظيعة إلى أن أهلكه الله تعالى بمدينة درن في سنة ٥٢٢. وخلف جماعةً من تلامذته وأصحابه سلكوا سبيله وبنوا على بنائه وسلكوا مذهبه في الفساد وتولد بينهم مذهب سموه تكفير الذنب هذا ما أورده وحكاه وشاهده واستقصاه الفقيه أبو عبد الله محمد ابن عبد الجبار الصقلي باملائه من لسانه