للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستشهد في هذا اليوم الفقيه الامام يوسف الفندلاوي المالكي رحمه الله قريب الربوة على الماء لوقوفه في وجوههم وترك الرجوع عنهم اتباعاً لأوامر الله تعالى في كتابه الكريم وكذلك عبد الرحمن الحلحولي الزاهد رحمه الله جرى أمره هذا المجرى وشرعوا في قطع الأشجار والتحصين بها وهدم القناطر وباتوا تلك الليلة على هذه الحال وقد لحق الناس من الارتياع لهول ما شاهدوه والروع بما عاينوه ما ضعفت به القلوب وحرجت معه الصدور وباكروا الظهور إليهم في غد ذلك اليوم وهو يوم الأحد تاليه وزحفوا إليهم ووقع الطراد بينهم واستظهر المسلمون عليهم وأكثروا القتل والجراح فيهم. وأبلى الأمير معين الدين في حربهم بلاءً حسناً وظهر من شجاعته وصبره وبسالته ما لم يشاهد في غيره بحيث لا يني في ذيادتهم ولا يفثئ عن جهادهم ولم تزل رحى الحرب دائرةً بينهم وخيل الكفار محجمةً عن الحملة المعروفة لهم إلى أن تتهيأ الفرصة لهم إلى أن مالت الشمس إلى الغروب وأقبل الليل وطلبت النفوس الراحة وعاد كل منهم إلى مكانه وبات الجند بإزائهم وأهل البلد على أسوارهم للحرس والاحتياط وهم يشاهدون أعداءهم بالقرب منهم وكانت المكاتبات قد نفذت إلى ولاة الأطراف بالاستصراخ والاستنجاد وحصلت خيل التركمان تتواصل ورجالة الأطراف تتتابع وباكرهم المسلمون