للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والهرب مخذولين مفلولين. وحين عرف المسلمون ذلك وبانت لهم آثارهم في الرحيل برزوا لهم في بكرة هذا اليوم وسارعوا نحوهم في آثارهم بالسهام بحيث قتلوا في أعقابهم من الرجال والخيول والدواب العدد الكثير ووجد في آثار منازلهم وطرقاتهم من دفائن قتلاهم وفاخر خيولهم ما لا عدد له ولا حصر يلحقه بحيث لها أرائح من جيفهم تكاد تصرع الطيور في الجو وكانوا قد أحرقوا الربوة والقبة الممدودة في تلك الليلة واستبشر الناس بهذه النعمة التي أسبغها الله عليهم وأكثروا من الشكر له تعالى ما أولاهم من إجابة دعائهم الذي واصلوه في أيام هذه الشدة فلله على ذلك الحمد والشكر واتفق عقيب هذه الرحمة اجتماع معين الدين مع نور الدين صاحب حلب عند قربه من دمشق للانجاد لها في أواخر شهر ربيع الآخر من السنة