ما أعجبه فتقدم إليه بالزيادة في اللعب والتفرد به ففعل والتفت الملك إلى ابن الزيات فأثنى على الفتكين وقال: هذا غلام نجيب وقد أعجبني ما شاهدته منه في حسن أفعاله وجميع أحواله. فأعلم ابن الزيات الفتكين فترجل وقبل الأرض وشكره ودعا له فأمره بالركوب فركب وقال لابن الزيات: عرفه إن ملكي قد وهب له الخراج وترك طلبه منه. فأعاد الفتكين الترجل والشكر والدعاء وعاد الملك إلى بلاطه والفتكين معه في أثناء مسيره يلعب ويرى بالزوبين والملك شديد التوفر عليه حتى إذا نزل أحضره وخلع عليه وحمله على شهري واستهداه الملك الفرس الذي كان تحته والسلاح الذي عليه الرمح فعاد وأضاف إليه عشرين فرساً بتجافيفها وعدة رماح وشيئاً كثيراً من أصناف الثياب والطيب والتحف التي يتحف بها مثله فشكره الملك على هذا الفعل وقبل الفرس والته ورد ما سوى ذلك وكافاه على الهدية بأثواب ديباج كثيرة وصياغات وشهاري وبغلات وسار على طريق الساحل فنزل على صيدا. وخرج إليه أبو الفتح بن الشيخ وكان رجلاً جليل القدر ومعه شيوخ البلد ولقوه وقرروا معه أمرهم على مال أعطوه اياه وهدية حملوها إليه وانصرف عنهم على سلم وموادعة وانتقل إلى ثغر بيروت فامتنع أهله عليه فقاتلهم وافتتح الثغر عنوةً ونهبه وسبى السبي الكثير منه وتوجه إلى جبيل فاعتصم أهلها عليه وجرى أمرها مجرى بيروت
ونزل على طرابلس فأقام عليها تقدير أربعين يوماً يقاتل أهلها