وسار ابن الشمشقيق إلى دمشق لمشاهدتها فلما وصل إليها ونزل بظاهرها استحسن ما رآه من سوادها وتقدم إلى أصحابه بكف الأذية عن أهلها وترك الاعتراض لشيء من عملها ودخل الفتكين والشيوخ إلى البلد لتقسيط القطيعة وجمعها وتحصيل الملاطفات التي يخدم مثله بمثلها وحملوا إليه ما جاز حمله وحصل المال المقرر له في بدرة. وخرج الفتكين إليه لمعاودة خدمته فوجده راكباً والطرسوسيون يتطاردون بالرماح بين يديه فلما شاهد ابن الشمشقيق موكبه تقدم إلى ابن الزيات بتلقيه وقد كانت الحال تأكدت بين الفتكين وابن الزياد فتلقاه ووصاه بالتذلل له والزيات في التعظم له والتقرب إليه وأعلمه ان ذلك ينفق عليه ففعل الفتكين ما أشار به وترجل له هو وأصحابه وابن الزيات عند قربهم منه وقبلوا الأرض مراراً فسر الملك بذلك وأمرهم بالركوب فركبوا وأسند إلى الفتكين وسأله عن حاله فأجابه جواباً استرجعه حجةً فيه. وكان الملك فارساً يحب الفرسان فلعب الفتكين وابن الزيات بين يديه لعباً استحسنه منه وشاهد من فروسية الفتكين